عبد الرزاق حمدون*
انتهى الميركاتو الصيفي أخيراً وانتهى معه مسلسل نيمار وعودته إلى برشلونة، نهاية درامية بمعاني كثيرة.
لا نستطيع أن نجزم بأن جميع عشّاق نادي برشلونة يحلمون بعودة نيمار إلى الكامب نو، ولكن نستطيع أن نتكلم عن تفاؤل غالبية الجماهير بعودته، وتذكّرت ليلة ريمونتادا الأبطال ولقطات وفنّيات فتى السيليساو، وبعضهم من وضع الخطة المناسبة لاحتواء “ميسي ونيمار وغريزمان وسواريز” في خطّة واحدة وتغنّى بقوّة هذا الهجوم.
هناك فارق كبير بين الحلم والحقيقة، الأول يحمل ملامح البراءة والسهولة في الحصول على الأشياء التي نحبها، أما الشق الثاني فهو الواقع واللحظة التي نعيشها الآن بما تُحاط من معطيات وظروف تحكمنا وتنسينا الأحلام وربما تلغيها.
بين كلام الصحف وآمال الجماهير ورغبة إدارة برشلونة بإعادته والتضحيات الكثيرة التي قدّمتها منها الاستغناء عن كوتينيو ومالكوم ورافينيا، ظهر وجه نيمار الحقيقي البعيد عن الانتماء والوفاء، لم يكن شجاعاً ليعلن عن رغبته أمام الجميع بالعودة إلى كتالونيا، ولم يتنازل عن القضية التي رفعها مسبقاً ضد إدارة بارتوميو، ليضع الجميع أمام تساؤل بسيط لماذا لم يفعل ذلك؟ الإجابة كانت ببساطة بأن نيمار هو نيمار نفسه لم يتغيّر ولن يتغيّر وبحثه الدائم عن الأموال سيجعله حبيس تلك الخانة.
أحلام جماهير النادي الكتالوني بُنيت على فكرة ندم نيمار لمغادرته نحو باريس وعودته للصواب، لكن في الواقع البرازيلي كان ولازال وسيبقى أكثر اللاعبين أنانية، وكانت صدمة الجماهير الأكبر عندما شاهدت نيمار يحتفل بعيد ميلاد صديقته في ظل الأخبار التي تربطه بالعودة إلى برشلونة.
الخاسر الأكبر في هذا الجزء من مسلسل نيمار وبرشلونة هو اللاعب البرازيلي الذي فقد الكثير من مصداقيته بين جماهير برشلونة وانكشف جشعه أمام الجميع، ولم ستغل تخلّي الجماهير عن فكرة خيانته السابقة.
* صحفي رياضي مقيم في ألمانيا.
اقرأ/ي أيضاً: