تسود مخاوف في ألمانيا من موجة معاداة الأجانب في شرق البلاد زاد من حدتها تدفق المهاجرين والحركات السياسية المتطرفة مثل حزب “بيغيدا”، وذلك بعد حوادث كان آخرها إضرام النار في مركز لاستقبال اللاجئين على مرأى من حشد مؤيد.
وعنونت صحيفة “تاز” اليسارية، صفحتها الرئيسية: “العار لساكسونيا”، ملخصة شعورا منتشرا بأن البلاد مصدومة للأحداث التي وقعت في هذه المقاطعة الشرقية وأحيت ذكريات أليمة، ودان سياسيون من هذه المنطقة بشدة تلك الحوادث. وقال وزير داخلية ولاية ساكسونيا ماركوس أولبيغ لصحيفة “بيلد” الشعبية واسعة الانتشار “إنه شيء مفزع لا يطاق كيف يتم استعراض الكراهية بشكل فاضح ضد الأجانب. هنا تم تجاوز كل حدود الكرامة الإنسانية”.
وعارضت رئيسة حزب الخضر الألماني زيمونه بيتر خطط الائتلاف الحاكم لتحديد محل إقامة اللاجئين. وقالت بيتر في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) “أرى أن تطبيق إلزام إقامة محدد، الذي ألغيناه من قبل، لن يحقق الهدف المنشود منه”.
في حين طالب يوأخيم هيرمان وزير داخلية ولاية بافاريا جنوبي ألمانيا بوضع حد أقصى لاستقبال اللاجئين بغض النظر عن نجاح المفاوضات مع تركيا. وفي مقابلة مع القناة الثانية بالتلفزيون الألماني (زد دي إف)، قال هيرمان: ”يبدو أن هذه التدابير الدولية وحدها لن تكفي، ولذلك علينا أن نتحرك الآن في ألمانيا”.
وأشار الوزير المنتمي إلى الحزب المسيحي الاجتماعي إلى أنه لا يزال هناك أشخاص في شمال أفريقيا في انتظار فرصة للقدوم إلى أوروبا. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية أن أجهزة استخبارات من دول مختلفة لاحظت أن ما بين 150 إلى 200 ألف لاجئ موجودون على الساحل الليبي في انتظار تحسن ظروف الطقس للتوجه إلى أوروبا عبر المتوسط، ولفتت الصحيفة إلى أن هؤلاء قادمون في المقام الأول من إريتريا ونيجيريا والصومال، كما ذكرت أن أعداد اللاجئين المنحدرين في سوريا آخذة في الزيادة.
لكن وفي جانب مختلف بعث مشاهير ألمان وأجانب بخطاب مفتوح يؤيدون فيه سياسة اللجوء التي تنتهجها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وجاء في الخطاب الذي نشرته صحيفة “دي فيلت” الألمانية أن ميركل غيرت النظرة إلى ألمانيا “فلم يعد هناك خوف من ألمانيا؛ بل على العكس، فقد صارت هناك رغبة في السفر إلى ألمانيا”. ورأى الموقعون أن السياسة الألمانية المتعلقة باللجوء تعتبر تجربة فريدة جديدة وذلك بعد الفظائع والآثام (التي كانت انطلقت من ألمانيا) وقالوا موجهين حديثهم إلى ميركل:”نتمنى لك القوة والنجاح في المفاوضات المقبلة، فأوروبا وألمانيا الجديدة هذه بالإضافة إلى اللاجئين جميعهم في حاجة إليك”.