في حكم هو الأول من نوعه بحق مسؤول في النظام السوري، صدر اليوم الأربعاء 24 شباط/فبراير 2021، حكماً بالسجن أربع سنوات ونصف ضد عنصر المخابرات الأسبق إياد الغريب (44 عاماً)، وهذا هو الحكم الأول الصادر من المحكمة الإقليمية العليا في كوبلنز ضمن قضية ضده وضد ضابط المخابرات أنور رسلان، بتهم ارتكاب “جرائم ضد الإنسانية”.
محكمة كوبلنز تصدر حكمها الأول بعد محاكمةٍ امتدت لأشهر استعانت خلالها بشهادة العشرات من معتقلين سابقين ولاجئين في أوروبا، وناجين من التعذيب في معتقلات النظام السوري، إضافة إلى الآلاف من صور قيصر وغيرها من الأدلة. جاء هذا الحكم موافقاً لتوقعات محامي الادعاء في المحاكمة، باتريك كروكر، الذي صرح بذلك في مؤتمر صحفي شاركت فيه أبواب في وقت سابقٍ هذا الشهر.
وكان محامو الغريب قد طالبوا ببراءته لكونه كان مجبراً على إطاعة الأوامر فقط، في موقعه في الاستخبارات قبل انشقاقه عام 2012، ومغادرته سوريا لاحقاً في 2013، ليصل بعد رحلة طويلة إلى ألمانيا في نيسان/ إبريل 2018.
اقرأ/ي أيضاً: في قاعة محكمة كوبلنز: لينا محمد تروي شهادتها المفصلة بمواجهة أنور رسلان
عيوننا تترقب محكمة كوبلنز الألمانية: مسؤول من النظام السوري أمام العدالة
ونقلاً عن موقع جسر، فإن “إياد الغريب” كان قد لزم الصمت خلال جلسات الاستماع التي استمرت عشرة أشهر، وأخفى وجهه عن الكاميرات. ومع ذلك فقد كتب رسالة أعرب فيها عن حزنه على الضحايا. وكان يبكي وهو يستمع إلى محاميه يطالبون ببراءته بحجة أنه كان سيعرض حياته وحياة أسرته للخطر إذا لم ينفذ أوامر في نظام يسحق كل نية العصيان.
يجدر بالذكر أن هذا الحكم صدر باللغة الألمانية، ولذلك لم يُسمح للشهود والناجين من التعذيب وغيرهم ممن لا يتحدث الألمانية أن يحضر جلسة النطق بالحكم.
وجاء هذا الحكم بعد فصل قضية إياد الغريب عن قضية أنور رسلان وهو ضابط المخابرات ذي الرتبة الأعلى والمتهم الرئيسي في هذه المحاكمة، والذي يتوقع ألا يصدر الحكم بحقه قبل تشرين الأول/ أكتوبر القادم.
المصدر. دير شبيغل، جسر برس
