أدانت الحكومة الصومالية اختطاف واغتصاب طفلتين تبلغان من العمر ثلاث وأربع سنوات فقط. وكشف مسؤول صومالي عن اعتقالات لعدة مشتبه بهم بعد الإبلاغ عن الاعتداء، الذي وقع يوم الأربعاء.
رغم تجريم القانون لهذه الجريمة ووجود عقوبة الاغتصاب في هذا البلد إلا أن القانون العرفي والشريعة الإسلامية هما الحكم غالباً بين القبائل، لاسيما أن بعض رجال الدين يساوون الاغتصاب بالزنا، “لأن الاغتصاب لا وجود له لا في القرآن ولا في السنة”. كما أن قانون العقوبات يجرم الاغتصاب، إلا أنه يعتبره جريمة ضد الأخلاق لا ضد المجني عليه.
ويقول والدا الفتاتين، وهما ابنتا عمومة، إنهما كانتا عائدتين إلى المنزل من المدرسة بالقرب من العاصمة مقديشو. الفتاتان في المشفى، وقال الطبيب المسؤول حيث يتم علاجهما إنهما بحاجة إلى تدخل جراحي معقد.
واعترض رجال طريق الطفلتين وأخذوهما بعيدا واعتدوا عليهما جنسيا. وقامت العائلات بتفتيش المنطقة بحثا عن الطفلتين في يأس، وعثروا عليهما بمفردهما في اليوم التالي.
وبحسب مراسل BBC، إن حقيقة أن الفتاتين في الثالثة والرابعة من العمر قد زاد من الصدمة في الصومال، الذي يشهد تزايداً في حوادث الاغتصاب خلال السنوات الأخيرة. مثل هذه الجرائم المروعة يُعتقد أنها تحدث منذ فترة طويلة، لكن الناس أصبحوا الآن أكثر وعيا بضرورة الإبلاغ عن تلك الجرائم من أجل إحداث تغيير.
وكانت عدة مضاهرات غاضبة قامت في العام الماضي إثر اغتصاب وقتل طفلة في الثانية عشر من عمرها تدعى عائشة، وأطلق ناشطون هاشتاغ “العدالة لعايشة #JusticeForAisha”.
وقالت امرأة لمراسل BBC في الصومال: “كنساء نحن مقموعات، وبائسات؛ كنساء لا يمكننا استخدام وسائل النقل العام، ولا يمكننا مغادرة بيوتنا لأننا نخاف من شبابنا ورجالنا والذين كان من المفترض أن يكونوا داعمين لنا وحامين لنا. نعامل على نحو سيء؛ لسنا أحياء”. ورغم وعود حكومية باتخاذ إجراءات صارمة، إلا أنه يبدو أن كثيرين لا يصدقون أن هذا سيحدث فعلا. كما أن العدالة لن تطبق. تقول الطبيبة والناشطة هبة شوكري: “أصبح الاغتصاب أقرب ما يكون لظاهرة تحديدا في إقليم بونتلاند، الذي يتباهى بارتفاع نسب تعليم الفتيات على نحو متصاعد سنويا”.
وتضيف “نطالب بعدم ربط الزنا بالاغتصاب، والتفريق بين المصطلحين، ومعاقبة من يحاول دفع المال لأهل الفتاة لأن هذه جريمة مزدوجة.
وتوضح أنه رغم وجود عقوبة الاغتصاب إلا أنه “لا رادع في القانون للاغتصاب” في الصومال، وتضيف أن ما يزيد الأمر سوءا هو “أن بعض رجال الدين المحليين يساوون بين الاغتصاب والزنا، ويقولون إن الاغتصاب فكرة مستحدثة قادمة من الغرب لا وجود لها لا في القرآن ولا في السنة”. إضافةً إلى وجود “تفاهمات تتم بين رجال القبائل، خارج نطاق القانون. ويدفع مبلغ يسمى محليا (حال/ أو الصلحة) لأهل الفتاة لإسكاتهم”.
كما إن المجرم قد يتمكن من عدم دفع المال لأهل الفتاة “إن كانت قبيلة الفتاة تعتبر محليا ذات شأن أقل من شأن قبيلة الرجل المغتصِب”.
المصدر BBC
اقرأ/ي أيضاً:
اغتصاب طفلة في الخامسة من عمرها في مقر السفارة الأمريكية في الهند
اعتقال وزير المرأة والطفولة في حكومة محلية بالهند بتهمة الاغتصاب
الرد بهاشتاغ “أليس لديك أخت ؟” على فيديو الاغتصاب الصادم في المغرب
ألغام على طريق إلغاء المادة 522 في لبنان.. كيف تقونن الدولة الاغتصاب؟