عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
في مسلسل مانشستر سيتي All or nothing الذي أنتجته شركة Prime والذي تحدّث عن الموسم الثاني للمدرب الإسباني بيب غوارديولا مع الفريق الانكليزي، سلّط المسلسل الضوء على الكواليس الداخلية للنادي وقرّب المتابعين أكثر من مشروع النادي واستثماره الكبير والذي يُعد نقلة نوعية كبيرة في عالم الاحتراف والأموال.
من خلال تسلسل الحلقات تتعرف أكثر على مشروع مانشستر سيتي الذي تبنّاه الشيخ منصور بن زايد في عام 2008، يقرّبك أكثر من مراحل تطوّر هذا المشروع الكبير والضخم، من قدوم النجوم إلى تعيين المدربين وكأن لكل منهم فترته الصحيحة التي خدم فيها النادي وسلّم مكانه للقادم الجديد ليكمل مسيرة هذا المشروع الذي أصبح فيما بعد مثالاً للمشاريع الاستثمارية في عالم كرة القدم، من اختيار المكان لضخامة المبنى وخصوصيته الرياضية إلى احترافية العاملين فيه سواء الفنّيين والأطباء، كأنهم سلسلة عمل مرتبطة ببعضها البعض ونجاح الفريق جاء عبرها.
المسلسل مرتبط بفترة بيب غوارديولا مع الفريق خاصّة بموسمه الثاني، العام الذي استطاع بيب من خلاله اسكات جميع أقلام الصحافة الانكليزية التي شككت بقدراته، الموسم الذي كسر فيها المدرب الكتالوني مع لاعبيه جميع الأرقام الممكنة في عالم البريميرليغ.
“صُنع التاريخ أمامنا، ما نعيشه الآن لن نعيشه مرّة أخرى في حياتنا، نصيحتي لا تتخلوا عنه واحتفظوا به”، بهذه الكلمات خاطب غوارديولا لاعبيه خلال المسلسل، غوارديولا نفسه يعلم المكانة العظيمة التي وصل لها فريقه محلّياً ليخاطبهم مجدداً ويعترف أمامهم مراراً على أنهم أفضل فريق في العالم.
مشروع السيتي لم يتوقف عند موسم غوارديولا الثاني في البريميرليغ وتحقيقه للقب، وبالرغم من خروجهم من دوري الأبطال، إلا أنه استمرّ بشكل أفضل وأقوى منافسة مع تحدّيات جديدة ليحقق الفريق جميع الألقاب المحلّية الممكنة كـ أول فريق بتاريخ انكلترا يصنع هذا الحدث، قوّة بالأداء مرتبطة بحماس ومعنويات كبيرة وحافز أكبر من الجميع على تقديم الأفضل دائماً وبصورة مثالية ، لتخرج جماهير الفريق بلوحة “نحن نشاهد أشياء لا يمكن أن نوصفها”، تعبيراً منهم عن قوّة أداء فريقهم.
ضريبة النجاح
وكما هي العادة عندما تتألق وتبهر فهناك ضريبة كبيرة عليك دفعها، ما فعله السيتي بمشروعه الكبير وصولاً لحقبة غوارديولا الذهبية، خلال مشهد تراجيدي مفاجئ يُضاف لموسم الفريق المتواضع محلّياً، عندما قرر الاتحاد الأوروبي حرمان مانشستر سيتي من المشاركة لمدّة عامين من دوري أبطال أوروبا، وذلك نظراً لاختراقه لقوانين اللعب المالي النظيف، من خلال تزوير عقود الرعاية خلال الفترة الممتدّة بين عامي 2012 حتى 2016.
كشف الحقائق لم يكن حديثاً، لو عُدنا قليلاً بالزمن تحديداً إلى ما بعد مباراة واتفورد ومانشستر سيتي في نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي، عندما سئل بيب عن تقاضيه أموالاً من أبوظبي كما كان المدرب السابق مانشيني؟ سؤال أغضب بيب حينها، لكنه كان جريئاً من الصحفي وفتح أبواباً كثيرة على نادي السيتي لتستغلّه صحيفة “دير شبيغل” الألمانية وتفتح النار على مشروع يعتبر الأفضل عبر تاريخ هذه اللعبة.
سوء التنظيم والإدارة من مُلّاك النادي والعمل على مبدأ الأموال تصنع كل شيء، ضربت الفريق بمقتل وقضت على أحلام كانت ستحقق لاحقاً، وأضافت ضغطاً على اللاعبين وغوارديولا بأن مباراتهم أمام ريال مدريد في دوري الأبطال أهم مباراة بتاريخهم جميعاً، لكي يثبتوا للجميع أنهم الأفضل ولن يتأثروا بالقرار.
اقرأ/ي أيضاً:
“كيكي سيتين” مدرب برشلونة الجديد.. بداية حقبة جميلة أم كابوس آخر على النادي؟
هالاند إلى بوروسيا دورتموند.. صفقة العقل والمنطق في عالم المال