المحامي رضوان اسخيطة. باحث دكتوراه في أمن البيانات وقوانينه
قرأ الكثيرون منا عن ترتيبات الحكومة الألمانية وبالتحديد وزارة الصحة عن تصنيف السكان الراغبين بتلقي اللقاح ضد فيروس كوفيد 19 إلى مجموعات وذلك حسب أولويات تتعلق بالسن أو الحالة الصحية، هذه الترتيبات تم تقنينها ضمن اقتراح من وزارة الصحة الألمانية تم إصداره بداية ديسمبر مع تاريخ نفاذ هو 15 ديسمبر من سنة 2020.
ولقد جاء في فحواه أنه نتيجة لعدم كفاية الجرعات من اللقاح التي من الممكن إصدارها خلال الفترة القادمة، فإنه قد تم تقسيم السكان لفئات حسب الأولويات. هذا التقسيم يجب أن يراعي في المقام الأول أولوية حماية الأشخاص الأكثر عرضة للخطر من العدوى بالفيروس. هذه الأولوية سيتم مراعاتها في إعطاء الجرعة الأولى والثانية من لقاح كوفيد 19، حيث يكون الشخص محصناً ضد الفيروس فقط بعد تلقيه للجرعة الثانية من اللقاح.
اقرأ/ي أيضاً: أخبار ألمانيا: 6 تغييرات في ألمانيا في شهر شباط/ فبراير 2021
أما عن الفئات والأولويات قسيتم البدء بتلقيح الأشخاص في عمر ما فوق الثمانين وكذلك العاملين في المشافي أو مراكز العناية والمعالجة الخاصة بالمسنين والذين هم عرضة بشكل كبير للإصابة بالفيروس كنتيجة لعملهم. وبعد الانتهاء من هذه الفئة سيتم تلقيح المسنين من أعمار 70 فما فوق ويقع ضمن هذه الفئة أيضاً المرضى المصابين بإعاقات ذهنية والأشخاص الذين تم نقل أعضاء لهم والذين يتناولون مثبطات مناعية تجعل العدوى بالفيروس أكثر خطراً عليهم والأشخاص الذين على احتكاك دائم معهم، كذلك تشمل هذه الفئة العاملين في مراكز نقل الدم وفحص فيروس كورونا والشرطة بما فيهم شرطة مكافحة الشغب والذين هم بحكم طبيعة عملهم معرضون بشكل كبير لخطر الإصابة بالفيروس. هذه الفئة تتضمن بالإضافة لذلك العاملين في القطاع الصحي الحكومي ومراكز إيواء اللاجئين والمشردين.
أما الفئة الثالثة فتتضمن من هم ما فوق الستين عاماً وكذلك المصابين بأمراض مزمنة مثل أمراض الكلى والربو والسرطان، كما تضم أيضاً العاملين في القطاع الصحي والمخابر ولكن الغير معرضين لخطر الإصابة كما هو الحال في الفئة المذكورة في المجموعة الأولى وكذلك كل العاملين في الحكومة والإطفاء والحماية المدنية، أضف إلى ذلك العاملين في الصيدليات وصناعة الأغذية بالإضافة للعاملين في قطاع النقل. أما المعلمين والمربيين في المدارس والحضانات فهم مشمولون في هذه الفئة أيضاً. وبالطبع سيتم تلقيح كل من لا تنطبق عليه الشروط السابقة في المرحلة اللاحقة بعد الانتهاء من الفئات المذكورة.
إن توفير اللقاح بشكل مجاني تم إقراره وفقاً لقانون الحماية المدنية رقم 3 وستتحمل صناديق الولايات وشركات التأمين الصحي نفقات اللقاح بما فيها تكلفة مراكز التطعيم بينما تتحمل شركات التأمين لاحقاً التكلفة كاملة عندما سيتم لاحقاً نقل مسؤولية إعطاء اللقاح من مراكز التلقيح إلى طبيب الأسرة.
اقرأ/ي أيضاً: أخبار ألمانيا: غالبية الألمان يشككون في وعود ميركل بشأن التطعيم ضد كورونا
من الأسئلة المطروحة في هذا الصدد هو على من يقع عبء تحمل الضرر الذي قد ينتج عن اللقاح خصوصاً أن الاختبارات الخاصة بهذا اللقاح تعتبر حديثة وقصيرة المدى نسبياً:
بالنسبة للتبليغ عن أي آثار جانبية قد تنتج عن تلقي اللقاح فإن معهد Paul Ehrlich تم توظيفه لتلقي الشكاوى والتبليغات بهذا الشأن، حيث يمكن لأي شخص تلقى اللقاح وشعر بآثار جانبية بعد ذلك أن يرسل تبليغاً عبر صفحة المركز على الإنترنت أو عبر تطبيق إلكتروني سيتم وضعه بالخدمة قريباً جداً. أما عن المسؤولية الناتجة عن الضرر من هذا اللقاح فتأتي الشركة المصنعة للمنتج هنا في المقام الأول لتتحمل المسؤولية. ويمكن إقامة الادعاء وفقاً لمسؤولية المنتج وفقا لقانون العقاقير أو قانون المسؤولية عن المنتجات أو لوائح المسؤولية العامة في القانون المدني الألماني. عملياً تم تنظيم الادعاء ضد أي ضرر ناتج عن اللقاح ضمن قانون الحماية من العدوى وأعطى القانون الحق بالادعاء لكل متضرر من لقاح تم الإيصاء به من قبل جهة حكومية بشكل علني.