عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
في إحدى المباريات التي لعبها كيكي سيتين أمام برشلونة عندما كان لاعباً، توّلع الشاب بأداء البرشا تحت إمرة يوهان كرويف، ليقابله بعد المباراة ويقول له: “حلمي أن أصبح لاعباً في فريقك، وإن لم يحدث ذلك سأبقى محافظاً على حلمي”.
عشق المدرب الجديد لبرشلونة لأسلوب كرويف جعله يتبنّى أفكار العرّاب الهولندي؛ الاستحواذ والهجوم والبناء من الخلف والضغط العالي، كما أن الخسارة بنتيجة كبيرة لا تهم أمام اللعب الجميل، كلها أفكار تشرّبها عاشق الشطرنج وبدأ بنشر ما اقتناه وتعلّق به من أسلوب وفكر كروي.
ذهب سيتين إلى أقاصي الأرض بحثاً عن مكان يستطيع من خلاله العمل حتى وصل إلى أفريقيا ثم عاد إلى أوروبا، وبالرغم من أنه لم يدرب سوى أندية مغمورة في إسبانيا ونجاحه لم يكن ظاهراً للعلن، إلا أنه استطاع أن يترك بصمة واضحة في تلك الأندية، فتمكن من تحويل خوفهم إلى قوّة وتغيير أسلوب لعبهم من دفاعي متحفظ إلى هجومي يعتمد على الكرة والتحرك بدونها بالإضافة إلى السلاسة في بناء اللعب من الخلف والفردية في الهجوم.
عام مضى على آخر مباراة خاضها سيتين كـ مدرب، قبل أن يستفيق على خبرٍ أيقظ بداخله حلماً قديماً، كان قد تعهد بالحفاظ عليه. وتعليقاً على توليه تدريب برشلونة، يقول سيتين: “بالأمس كنت مع بقراتي في مزرعتي واليوم أنا مدربٌ لبرشلونة، الإجابة بـ نعم لم تستغرق مني أكثر من خمس دقائق، إنه حلم وتحقق”، حلم الانتماء لشعار برشلونة صار حقيقة لكن ليس كلاعب وإنما كمدرب، ليصبح سيتين الرجل الأول في المكان الذي تشرب منه أفكاره.
أهم إيجابيات كيكي سيتين أنه يحمل DNA برشلونة، والتي افتقدها الفريق في عهد فالفيردي، كل شيء يوحي بأننا أمام حقبة جديدة للبلوغرانا تعيد لنا أيام الزمن الجميل، كل شيء يوحي بأن حلم سيتين في برشلونة سيكون مليء بالألوان، لكن في كل مهمة هناك الإيجابيات والسلبيات، فما هي العوائق التي قد تجعل حلمه كابوساً؟
اهتمامه المفرط بالهجوم يكشف دفاعاته، ولديه أرقام دفاعية سيئة خلال فترة تدريبه لنادي ريال بيتيس، ونظراً لسوء دفاع برشلونة سيكون الأمر صعباً على سيتين في إيجاد التوليفة الصحيحة.
إدارة برشلونة قد تحاول فرض صفقات على المدرب لغايات تسويقية، لذلك يجب على سيتين أن يفرض شخصيته على الكبير والصغير دون أن يتدخل أحد في قراراته.
في عهد فالفيردي امتلك الفريق نجوم كبار يصعب التعامل معهم، والآن على سيتين أن يجمّع اللاعبين من حوله وأن يكون قادراً على إعطائهم الأوامر الصحيحة وفي وقتها المناسب، وأهم من ذلك كسب ودّهم جميعاً.
عقد كيكي سيتين مع برشلونة يمتد إلى سنتين، هذا يعني أنه يمتلك الوقت الكافي لتقديم أفكاره، وهو الذي صرّح سابقاً: “أنت بحاجة للصبر والوقت لإيصال أفكارك”، لكن عليه أن يعلم أن برشلونة ليس ريال بيتيس، والأفكار بدون نتائج ستفقده الوقت الكافي.
غمامة فالفيردي ذهبت عن سماء الكامب نو، ليأتي مدرب جديد تنتظر منه جماهير برشلونة الكثير وتأمل بأن يعيد لها جزءاً من ذكريات الماضي الجميل، لكن المؤكد أن كيكي سيتين يحتاج إلى الصبر والوقت والتشجيع والتكاتف حوله، ليتمكن من النجاح في هذه المهمة.
اقرأ/ي أيضاً:
بعد فوز ريال مدريد بالسوبر الإسباني.. رئيس النادي: “إنها لنعمةٌ أن يكون لدينا زيدان”
ليفربول كلوب.. برشلونة غوارديولا بنسخة جديدة
هالاند إلى بوروسيا دورتموند.. صفقة العقل والمنطق في عالم المال