غالباً عند قراءتك للعنوان ستصاب بالذهول، أو ربما تنفجر من الضحك، أو ينزل عليك حس الفكاهة ويتحوّل الموضوع لسخرية على صاحب هذه الجملة.
مع قربنا من الميركاتو سواء شتوي كان أم صيفي، يدور السؤال التالي في أذهان مشجعي ريال مدريد: “لماذا لا نسمع أي شيء بخصوص كريم بنزيما؟”، “لماذا لا تكتب الصحف عن اهتمام الأندية باللاعب؟”، نبقى مع كم هائل من الأسئلة حوله، لتتحول الإجابات إلى نوع من المزاح االذي نتشر بين المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي أبرزهم “هو الحكومة في ريال مدريد”.
حجر أساس
الحقيقة في هذا المزاح أنه الواقع الحالي لوضعية بنزيما في ريال مدريد. بداخل كل فريق كبير هناك مجموعة قليلة من اللاعبين يتم وضعهم ركيزة أساسية للبناء عليها بجميع النواحي منها تكيتيكة وفنّية وعوامل نفسية، وتبنى هذه الفكرة على وضعية اللاعب في الفريق التابعة لفترة تواجده ومدى تأثيره داخل غرف الملابس وفي أرضية الميدان.
في ريال مدريد يعتبر بنزيما أحد أهم الركائز فهو الثابت منذ عام 2009، استطاع من إقناع جميع المدربين الذين تعاقبوا على الريال، وكانت له أدوار تكتيكية بحتة أيام تواجد رونالدو، أما استمراريته فأعطت طابعاً من الاستقرار داخل الفريق.
الاكتفاء الذاتي
لا يتطلب بنزيما كثيراً ولا يسعى إلى خلق إشاعات لزيادة في راتبه، هذا الأسلوب يعطي راحة لإدارة أي نادي، يحترم تاريخ ناديه وعقده، يبتعد عن الضغوط ليضع جُل تركيزه في التدريب والعمل ضمن المجموعة. على الطرف الآخر فإن بيريز يعلم أن بنزيما أحد أفضل المهاجمين في العالم والتفريط به سيدخله في دوامة البحث عن بديل له وربما يكلفه الكثير، وبالرغم من قدوم الشاب يوفيتش إلا أن بنزيما باقٍ لأدواره السابقة في الفريق ويعطي نوعاً من الحافز للوافد الجديد ليتعلم منه الكثير.
إضافة لهذه العوامل فإن تواجد زيدان بقيادة الريال تعطي بنزيما حصانةً أكثر، زيزو لديه عاطفة تجاه لاعبيه وخاصة بنزيما الذي تربطه معه أشياء مشتركة منها الجنسية والأصول العربية.
ربما بنزيما يهدر الكثير من الفرص ومكروه عند معظم جماهير النادي الملكي إلا أن استمراريته واستقراره وعمله باحترافية ضمن الفريق يعطيه لقب رئيس الحكومة في دولة بيريز.
عبدالرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا