عبد الرزاق حمدون*
هو ليس مهاري ولا يتمتع بخواص الهدّاف بل يفعل أشياء أكبر منها، ضابط للإيقاع مايسترو من زمن آخر يرى الملعب بمنظوره الخاص ليحوله إلى مكان مألوف له يوزع كراته على الجميع كأنها قطع حلوى، تارةً نراه يسرّع رتم اللقاء وفي لحظات يكون هادئ لكن في كلاهما يحافظ على جودة كراته وتسديداته، هو توني كروس حامل لواء ألمانيا ومنقذها في مونديال روسيا.
لم يخطئ المدرب يواكيم لوف بإبقاء كروس في خط وسط الميدان بالرغم من التغييرات الجذرية التي قام بها خلال مباراة ألمانيا الثانية في كأس العالم، لأنه يؤمن أنه لا يملك لاعباً بحجمه في هذا المركز، هو صاحب أعلى نسبة دقة تمرير في الدوريات الأوروبية لهذا العام، لذا كان من الصعب إدخال الشك في لوف وثقته بلاعب ريال مدريد.
لغة الأرقام
في مباراة السويد قدّم كروس واحدة من أقوى مستوياته على الصعيد الدولي إن لم تكن الأفضل، صال وجال في وسط الميدان وأثبت للجميع أنه الرقم الصعب في تشكيلة لوف لذا كان بحث المدرب على لاعبٍ يعطيه الراحة اللازمة في وسط الميدان فجاء بخضيرة ومن ثم رودي وآخرهم غوندوغان، كلهم سخروا لإعطاء الراحة اللازمة لضابط الإيقاع كروس، لمس الكرة في 144 مناسبة معظمها في نصف الملعب السويدي، أعطى 121 تمريرة منها 113 صحيحة بنسبة دقة وصلت إلى 93%، خلق فرصتين محققتين لزملائه، نسبة 100% بالتمريرات الطويلة 17 صحيحة من 17، سدد 4 مرّات 1 منها في الشباك، حقق العلامة الكاملة في المراوغات 3 من 3، أما في الالتحامات كان كروس بذهنية عالية فقام بـ 8 صحيحة من 9.
جاءت الركلة الحرة التي سجلها في الوقت البدل من الضائع تتويجاً لجهده خلال المباراة التي انتهت مع هدفه وأحيا بذلك آمال الجماهير الألمانية بالتأهل وأثبت فكرة أن قيمته في منتخبه لا تقل عن ميسي ورونالدو في الأرجنتين والبرتغال.
*عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا