تتعرض ألمانيا حالياً إلى موجة من الجفاف تتطلب جهوداً من الحكومة والاتحاد الأوروبي لمواجهتها. قال متحدث باسم وزارة الزراعة الألمانية في برلين: “نراقب التطورات بدقة تامة ونأخذ مخاوف قطاع الزراعة بالجدية الكاملة”.
وأضاف المسؤول: “غير أن من المهم أيضاً أن نشير إلى أنه ليس من المتيسر لدى جميع هيئات الأرصاد أن تصدر تنبؤاً مؤكداً على مدى زمني طويل، فجميع التنبؤات الصادرة حتى الآن بشأن فترة الصيف بكاملها ما هي إلا تكهنات.” تدرس المفوضية الأوروبية تقديم مساعدات للمزارعين بسبب جسامة موجة الجفاف الحالية. وكانت المفوضية قد قررت العام الماضي خطوات شملت تقديم موعد صرف المساعدات الزراعية.
طالب أعضاء حزب الخضر داخل البرلمان الألماني وزيرة الزراعة يوليا كلوكنر باتخاذ إجراء إزاء المشكلة، حيث صرح المسؤول عن الشؤون الزراعية بحزب الخضر هارالد إبنر قائلا: “موجة الجفاف الجديدة تعد إنذاراً، نحن نحتاج إلى تحول في مجال الزراعة”.
وأضاف إبنر: “من ناحية، الزراعة هي أول وأكثر قطاع يتأثر بأزمة المناخ، لكنها من ناحية أخرى تعد أحد أسباب الأزمة”. كما ذكر إبنر أنه يتعين على الحكومة الاتحادية أن توائم بين طرق الزراعة وبين تطرف الطقس وأن تجعل ذلك مجالاً للبحث.
وقالت جاكلين كيرن من هيئة الأرصاد الألمانية في أوفنباخ: “سيصبح الجو أكثر رطوبة، إلّا أن كميات الأمطار المتوقعة تظل بين خمسة إلى عشرة لترات لكل متر مربع، وهي لا تكفي لمواجهة الجفاف الحالي”.
شبت حرائق غابات عديدة في ألمانيا في الفترة المنصرمة حيث كافح على سبيل المثال حوالي 400 من قوات الإطفاء النيران في غابة زويلينغ شمالي مدينة فولدا بولاية هيسن في مساحة تعادل ثمانية ملاعب كرة قدم، بعد أن اشتعلت النيران في الغابة بسبب صاعقة جوية.
ووفقا لبيانات الأرصاد الألمانية، يمكن للجفاف المستمر أن يدخل بألمانيا إلى صيف جاف، حيث قال مدير هيئة الأرصاد الألمانية وخبير الأرصاد الزراعية أودو بوش: “إذا استمر الطقس الجاف خلال الأشهر المقبلة، يمكن أن يتكرر هذا العام الجفاف الذي شهده عام 2018 بل ويمكن أن يزيد عليه”.
كانت حالة الجفاف قد تسببت في أضرار بالغة بالحقول والمروج، خاصة حقول الشمندر السكري، حيث يحتاج الشمندر المزروع حديثاً إلى المطر بصورة كبيرة وفقاً لما قالته متحدثة باسم اتحاد مزارعي ولاية ميكلنبورغ فوربومرن شمال شرقي البلاد.
اقرأ/ي أيضاً: