بدايةً يجب علينا أن نشرح المعادلة التالية، لكي نفهم أو نكون بأقرب صورة مما يحدث هناك، نبدأ من رأس الهرم “الرئيس بارتوميو وإدارته”.
عند الحديث عن مشاكل نادي برشلونة في السنوات الأخيرة، لا بد من ذكر المسبب الأكبر لها وهو بارتوميو، الشخص الاستبدادي والطامح لتحقيق رغباته الشخصية وفرض هيمنته على الجميع، اختيار مدربين “صف ثاني وثالث للسيطرة عليهم”، صفقات لا تعطي فائدة للنادي سوى اقتصادية ومالية مؤقتة، بينما يترتّب على النادي ديون كثيرة.
المسبب الثاني هم اللاعبون أنفسهم، لكن كيف علاقته مع الإدارة؟، هي علاقة قائمة على المصالح الشخصية أيضاً دون مراعاة مشاعر الجماهير أو حتى شعار النادي الذي أصبح عرضةّ لأي نكسة أوروبية، الإدارة تأتي بمدربين بشخصية ضعيفة، اللاعبون يشعرون بالراحة والسعادة لفرض كلمتهم عليه وعلى كادره، أسماء تفرض للمشاركة وشللية وكأنه نادٍ لـ هواة أكثر منه احترافي، تحويل النادي لمجلس عائلي اجتماعي، ورأس تلك الأسماء ليونيل ميسي، نعم الأرجنتيني الذي وبالرغم من كل ما قدّمه للنادي وما شهده الفريق بحقبة الليو، إلا أنه أكثر شخص مؤذٍ لمبادئ النادي.
كيف حصل الخلاف إذاً؟
خسارة بايرن ميونيخ القاسية بثمانية أهداف، ضربت المنطق عرض الحائط، وصدح صداها في أركان الكامب نو، هزّة ضربت الجميع هناك، لا أحد يفكر بشيء سوى ترميم ما هُدم ولو على حساب حلفائه.
الإدارة “بسلطتها القوية”، غيّرت من أسلوبها عند كل انتكاسة، هذه المرّة قدوم مدرب بحجم “رونالد كومان”، هو ليس فالفيردي أو كيكي سيتين، هو أحد أيقونات هذا الصرح الكبير، بمكانة قريبة جداً من ميسي إن لم يكن يساويه، وهنا بدأ الانشراخ في النادي.
قدوم كومان إلى الفريق يعني إجراء حلول سريعة وجريئة، أولها وأبرزها حلحلة هذه الشللية في النادي، أسماء اعتاد ميسي نفسه على مجاورتها كل موسم حتى في الهزائم الثقيلة، كومان صريح وهذه الصراحة لم تعجب ميسي، لأنه لم يعتد على ذلك سابقاً، لا أحد يقول “لا” لميسي، ويفرض ما يريده، هذه حقيقة يحاول كل برشلوني أن يخفيها، والدليل عند أول مطب بوجه المدرب “الصارم” طلب بالرحيل.
هنا لا يجب أبداً أن نبرئ الإدارة من خانة المتهم الأول، فـ هي من أوصلت الوضع إلى هذا الحد، وهي من حوّلت كل شيء إلى أحزاب ومصالح شخصية وهو من أهم مشاكل نادي برشلونة.
مشروع كومان صريح وواضح، ولو نظرنا له لرؤية مستقبلية فـهو يشكل بداية البناء الجديد بمرحلة قادمة، ولكنه وقع في فخ الصراع بين ميسي والإدارة، رفض ميسي لأن المدرب الهولندي ليس لعبة بـ يد أحد حتى بارتوميو نفسه.
ما هو موقف المشجع الكتالوني إذاً؟
لا أحد يلوم أي مشجع برشلوني في هذه الحالة، فهو يشهد على أبشع فترة مع النادي الذي يحبه، حالة من التخبط الذاتي، لا يريد أسطورة مثل ميسي أن يُغادر، لكنه في نفس الوقت يريد عودة النادي وبسرعة، وتلك العودة لا تتحقق إلا إذا غادر الليو وإعطاء كامل الصلاحية لـ كومان، أما الإدارة فهناك انتخابات قادمة ستذهب لا محالة.
إن مشاكل نادي برشلونة حالياً لا يسر خاطر أي أحد عاشق لكرة القدم، الحالة التي وصل لها هذا النادي غير مفهومة وغير مقبولة في عالم كرة القدم، يمكن أن نضعها في خانة الاستثناء لما شهدته من أطراف متنازعة وتصاعد للأحداث حتى وصلنا إلى هنا أو يمكن القول “إلى مفترق طرق”، لكن النادي فوق كل شيء.
عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
اقرأ/ي أيضاً:
تياغو ألكانتارا.. كيف أنصف نفسي بنفسي؟
في برشلونة.. الاستقلال الحقيقي من إدارة بارتوميو أخيراً
علاقة ميسي وبرشلونة.. قصة دراماتيكية في فصلها الأخير
بايرن ميونيخ.. كيف تصنع فريقاً تهابُه أوروبا