لم تحرّك خسارة روما في الأولمبيكو ولا ليفربول في الأنفيلد شوارع مدينة برشلونة احتجاجاً على ما تقوم به إدارة النادي من سلبيات تطيح بالنادي وتدمرّه.
لكن قد تكون خسارة ثمانية بايرن قاسية جداً وأطاحت بشعار النادي على الساحة الأوروبية، ولكنها كانت شرارة اندلاع الثورة الحقيقية في كتالونيا، ثورة الاستقلال ليس عن مدريد العاصمة، وإنما عن إدارة بارتوميو الذي بعد كل انتكاسة يعود بكل وقاحة لسياسته التي أصبحت مكشوفة للجميع، وضع اللوم الكامل على المدرب الذي هو يأتي به، ليعوّضه بشخص آخر ليس بقيمة النادي ولأسباب شخصية منها السيطرة الكاملة عليه في كل صغيرة وكبيرة.
لكن خسارة بايرن القاسية جعلت من بارتوميو يتطاول أكثر ليصل به المطاف للاعبين ويضع اللوم الأكبر عليهم، خسارة ثقيلة بحاجة لأسباب أكثر من المدرب وكأن القيامة قد قامت في النادي الكتالوني لكن على من جاء بها وهو بارتوميو نفسه، ليصل له فاكس من ميسي مفاده “يا أنا يا أنت في النادي”.
ميسي كشف مخطط بارتوميو، لم يعد يطيق تصرّفاته وإبر التخدير التي يستخدمها بعد كل انتكاسة، لم يقتنع بأن المسبب هم اللاعبون “رفاقه”، لن يبقى وحيداً ميسي في برشلونة، لذا قرر التهديد وربما تصعيده وربما أكثر الحقيقة والواقع الذي سوف نتعايش معه وهو خروج ميسي من النادي.
لم تمر الساعة من انطلاق الخبر حتى ضجّت وسائل الإعلام به، أثار غضب شوارع برشلونة بل هزّ كيانها وروحها الثورية، “إلا ميسي”، علاقة ميسي بـ برشلونة تخطّت اللاعب والنادي، تخطّت الجمهور الذي يحب لاعبه، هي علاقة لا يستطيع أحد وصفها بمجرّد كلام، هي علاقة تفوق العشق والأديان، بالمعنى الأصح ميسي وحوله الملايين من الخطوط الحمر أو خلفه جيش كتالونيا الذي يطالب بالاستقلال عن إدارة بارتوميو فضلاً عن استقلالهم من مدريد العاصمة.
ما يحصل في برشلونة حالياً هو تأثير الكارثة الكبيرة التي وقعت فوق رؤوس الجميع وفي مقدمتهم الرئيس بارتوميو الذي وقع أخيراً في شر أعماله وما فعله ودمرّه في هذا النادي، وهو الآن أمام قرارين إما البقاء مع خروج ميسي ومعاداة جميع الجماهير، أو الخروج من النادي.
عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
اقرأ/ي أيضاً:
تياغو ألكانتارا.. كيف أنصف نفسي بنفسي؟
الألمان في عالم كرة القدم: نهائي دوري الأبطال.. العقلية الألمانية حسمت الأمور
جولين لوبيتيجي… عندما تعطيك كرة القدم فرصة