فدوى سليمان الحرة، الحرّة من كل القيود من الطائفية والمناطقية حتماً، من الادعاءات والتصفيق ومن السقوط. عرفها السوريون جميعاً مع بدايات الثورة السورية حين خرجت في مظاهراتها من قلب مدينة حمص، غنت وهتفت وثارت مع ثورتهم، واليوم ودعتهم.
فدوى سليمان المولودة في حلب عام 1970، درست في دمشق وتخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية، وقامت بالعديد من الأدوار المتميزة في المسرح والسينما والتلفزيون، ثم في العام 2011 ومع بداية الثورة السورية أقامت في مدينة حمص واشتهرت بمشاركاتها المميزة في مظاهرات المدينة في بداياتها السلمية البعيدة كل البعد عن الطائفية، حيث أحتضنتها المدينة بأحيائها وعائلاتها السنية كإبنةٍ لها، وهي الفتاة السافرة ذات المنبت العلوي. إيمانها القوي بالثورة منذ اندلاعها جاء مع صرختها في وجه النظام وكل ما يمثله: “الشعب السوري واحد”.
اضطرت فدوى بعد الضغوط الشديدة عليها وعلى عائلتها لمغادرة سوريا إلى أن استقر بها المقام في فرنسا، ولكن عزيمتها وصلابتها كانت مضرب مثل في كثير من المواقف. الحديث عنها يطول، ولكن اليوم وبكل أسف تنعى “أبواب” الثائرة فدوى سليمان التي وافتها المنية إثر مرض عضال، عانت منه بصمت وقتلها بصمت في إحدى مشافي باريس. الرحمة لروحها والعزاء والسلوان لأحبتها لأصدقائها لعائلتها ولكل السوريين.