رغم أن غالبية الألمان شجعوا ترشيح ميركل لولاية رابعة، إلا أن إعلانها الترشح استقبل بفتور في المانيا. وتوقع بعض المحللين أنها ستواجه صعوبات في مواجهة تحدي الشعبويين.
ونقلت وكالة فرانس برس، بعض ما جاء في الصحافة الألمانية إثر إعلان ترشح ميركل. حيث جاء في الصفحة الأولى لصحيفة “دي فيلت” الألمانية: “ميركل تترشح، من ينافسها؟”. في إشارةٍ إلى عدم بروز أي منافس جدي لميركل طوال مسيرتها السياسية التي امتدت أحد عشر عامًا.
ردود الفعل في الصحافة الألمانية
واعتبرت صحيفة “فرانكفورتر تسايتونغ” المحافظة، أن “العصر الذهبي” لميركل (62 عاما) قد ولّى، وان وصفها بالمرأة الخارقة لم يعد متوقعًا بالضرورة.
أما صحيفة “بيلد” الشعبوية، فقد اعتبرت أنه سيكون صعبًا أن تتمكن ميركل من حصد تأييد الناخبين الالمان، بسبب سياستها في ملف الهجرة، والوقوف في وجه الموجة الشعبوية، وقالت الصحيفة “هذا يبدو كثيرًا على شخص واحد”.
بدورها، كتبت مجلة “شبيغل” ان المستشارة لن تتمكن من اقناع الناخبين عبر “وعود غير واضحة بخفض الضرائب وبعض المواقف من الاسلام المتطرف”.
وفي السياق نفسه، كتب الصحافي في الاسبوعية ديرك كورجوفايت “هل فهم احد لماذا تترشح أنغيلا ميركل وماذا تنوي القيام باربعة اعوام اضافية في الحكم؟ من جهتي، لم افهم”.
وحذرت “سودويتش تسايتونغ” بدورها من ان مكانتها الدولية لا تشكل ايضا ضمانا، وخصوصا إذا اعطت انطباعا انها تهمل السياسة الداخلية. وما يثير اهتمام الناخبين هو العمل والمدارس وامنهم الجسدي والاجتماعي، وليس عملية سلام في افغانستان او سوريا”.
لماذا خيبت ميركل الآمال؟
ورغم عدم وجود منافس قوي لميركل، فهذا لا ينفي أن حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي الذي تتزعمه، فقد زخمه مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية. ومن جهةٍ أخرى ورغم أن المستشارة جمعت شمل حزبها وتمكنت من استيعاب الاشتراكيين الديموقراطيين، لكنها خيبت آمال المحافظين، واحدثت فراغا ايديولوجيا استغله شعبويو حزب “البديل لالمانيا”.
وأدت سياستها مع اللاجئين العام الفائت، إلى ارتفاع أصوات المطالبين برحيلها في صفوف الشعبويين.
موقف حزب البديل
واعتبر الكسندر غولاند الذي انشق عن الاتحاد المسيحي الديموقراطي ليصبح احد قادة “البديل لألمانيا”، أن “الديموقراطية في ألمانيا في ظل حكم ميركل تحولت إلى ائتلاف لكل الأحزاب”، في إشارة إلى المعارضة شبه الغائبة عن البرلمان، نتيجة الشراكة في الحكم بين ميركل والاشتراكيين الديموقراطيين.
مع الإشارة إلى أن الشعبويين (الذين حققوا نسبًا عالية في نوايا التصويت)، قادرون على احداث انقلاب في اللعبة الانتخابية عبر تعقيد تشكيل غالبية في الحكومة. حتى أن ميركل أقرت بنفسها الأحد بان الانتخابات المقبلة ستكون “الأكثر صعوبة” منذ “إعادة توحيد المانيا”.
تحديات تواجه ميركل حتى مع أنصارها
يتوجب على المستشارة إزالة الشكوك التي تساور حلفاءها، لاسيما الاشتراكيين الديموقراطيين في بافاريا. ونقلت فرانس برس يوم الإثنين، عن هانز بيتر فريدريش أحد وجوه الاشتراكيين الديموقراطيين والوزير السابق لدى ميركل، “نقبل (بترشحها) لكننا لسنا في قمة السعادة”.
ويعتقد بعض الاشتراكيين الديموقراطيين أن تحالفهم مع ميركل أضعفهم، ويرغبون في الالتفات يسارا عبر الدعوة إلى تحالف مع اليسار الراديكالي وحزب الخضر.
ورأت صحيفة “بيلد” أن على ميركل “ان تعتمد التجدد” لمواجهة التحالفات الجديدة الممكنة، معتبرة انه لا يمكنها الاكتفاء بالدفاع عن انجازاتها.
مواضيع ذات صلة
حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي: ميركل تعلن رغبتها الترشح لفترة رابعة
المستشارة أنغيلا ميركل سترشح نفسها لولاية رابعة
استطلاع: أكثر من نصف الألمان يؤيدون ترشح ميركل لفترة رابعة