دعت عائلة الشاب التونسي المشتبه به في هجوم الشاحنة في برلين، أنيس العامري، إلى تسليم نفسه، وذكر شقيقه أنه على يقينٍ من براءته، إلا أن عكس ذلك “سيكون عارا علينا”.
ونقلت الـ “BBC” عن عبد القادر شقيق أنيس العامري قوله للصحفيين “إن كان أخي يستمع إلي، أود أن أطلب منه تسليم نفسه، من أجل عائلتنا. سنرتاح حينها”. واضاف “إن كان قد ارتكب فعلا ما يشتبه فيه فسوف يعاقب” لكنه استدرك “أنا متيقن من براءة أخي. أعلم سبب مغادرته منزل العائلة. غادر لأسباب اقتصادية، ليعمل ويساعد العائلة. لم يغادر لغرض إرهابي”.
وذكر شقيقا المتهم أن أنيس تورط في مشاكل في أوروبا، وأنه خرج من السجن بعد ثلاثة أعوام ونصف في إيطاليا بـ “ذهنية مختلفة تماما”.
إلا أن الأخ أكد أنه تحدث مع أنيس قبل عشرة أيام فقط، وأنه أكد نيته العودة إلى تونس في يناير/كانون الثاني. وأضاف “كان يدخر حتى يعود ويشتري سيارة وينشئ مشروعا تجاريا. هذا كان حلمه”
أمر بالقبض على العامري ورصد مكافأة مالية
وأفادت الـ “BBC” أن الإعلان عن الاشتباه بـ “أنيس العامري” تم يوم الأربعاء بعد العثور على وثائق هويته داخل الشاحنة. وقد صدر أمر بالقبض عليه عبر أوروبا مع تحذير لإمكانية كونه مسلحا وخطيرا. ورصدت السلطات الألمانية مكافأة بقيمة مئة ألف يورو لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه.
وقامت قوات الأمن الألمانية بحملات بحث عن الشاب في كل من العاصمة برلين ومدينة دورتموند الواقعة غربي البلاد.
اقتحام مركز تجمع للسلفيين
واقتحمت قوات خاصة تابعة للشرطة الألمانية يوم الخميس مركز تجمع للسلفيين في حي موابيت بالعاصمة برلين، حيث يشتبه أن العامري كان يتردد عليه بعد وصوله إلى ألمانيا العام الماضي.
كما توجه حوالي 80 شرطيا إلى مركز للاجئين في مدينة إيميريخ، شرقي ألمانيا، حيث كان يمكث المشتبه به لفترة.
انتقادات للسلطات الأمنية
وكان الشاب البالغ من العمر 24 عاما، الذي وصل إلى ألمانيا سنة 2015، تحت مراقبة السلطات الألمانية خلال العام الجاري، للاشتباه في تخطيطه لعملية سرقة بغرض اقتناء أسلحة أوتوماتيكية لاستخدامها في هجوم.
إلا أن المراقبة ألغيت حين اتضح أن الأمر لا يتعلق إلا بالإتجار في المخدرات في حديقة عامة في برلين، إضافة إلى عراك في إحدى الحانات.
وكان يشتبه أيضا في صلات له بالداعية المتطرف، أحمد عبد العزيز، المكنى أبو علاء، الذي أدين الشهر الماضي بدعم ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية.
تواصل مع تنظيم الدولة
كما رشح أيضا أنه يوجد على قائمة الممنوعين من السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأنه قام ببحث على الانترنت حول متفجرات، وأنه تواصل مرة واحدة على الأقل مع تنظيم الدولة الاسلامية عبر تطبيق تلغرام، حسب صحيفة نيويورك تايمز.
وكان العامري على وشك الترحيل من ألمانيا في شهر يونيو/حزيران الماضي لكن تأخرا في وصول وثائق من تونس أخرت الأمر.
وقد أعلن ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية أن أحد عناصره نفذ الهجوم، لكنه لم يقدم دليلا على ذلك.
ويعتقد أن أنيس العامري مصاب بجروح جراء مواجهته لسائق الشاحنة البولندي، لوكاس أوربان، الذي عثر على جثته مقتولا داخلا مقطورة الشاحنة.
ويعتقد المحققون أن الشاحنة قد تم الاستيلاء عليها مساء الاثنين بينما كانت مركونة في منطقة صناعية شمال غربي برلين، في انتظار إنزال حمولتها من الفولاذ.
مواضيع ذات صلة
ميركل تواجه أعنف هجوم على سياستها في الصحافة الألمانية بعد اعتداء برلين
بالصور: من هو المشتبه به التونسي في حادث الدهس في برلين
سياسية ألمانية: تقليص عدد اللاجئين لا يضمن أن من تبقى سيكون “قديسا”
مطالبات في ألمانيا بتشديد قانون الإقامة والإجراءات الأمنية بعد هجوم برلين