عبد الرزاق حمدون
قدّم لنا المدرب خورخي سامباولي أسوء نسخة ممكن أن نراها لمنتخب الأرجنتين بالرغم من تواجد واحداً من أفضل اللاعبين عبر تاريخ هذه اللعبة، تعادل مع آيسلندا وخسارة مذلة من كرواتيا، هذه نتائج التانغو حتى الآن في ملاعب روسيا.
من تابع الأرجنتين خلال تصفيات كأس العالم تحديداً بعد استلام سامباولي زمام التدريب سيعلم أن هذا الرجل يفقد للكثير من خصال المدرب الناجح، نعم هو نفسه الذي حقق مع تشيلي لقب الكوبا أميركا على حساب بلاده الأرجنتين، وهو أيضاً من قدّم كرة جميلة مع إشبيلية الإسباني لكن ما إن أصبح المسؤول الأول عن الكرة الأرجنتينية حتى بدأنا نشاهد الكوراث.
شخصيته المهزوزة على خط الدكة وإظهاره للكثير من ردّات الفعل التي تزيد من الضغط على لاعبيه داخل أرضية الميدان هي أبرز سلبياته، يبرر فشله بالصراخ الدائم أمام عدسات الكاميرا، قليل الحيلة في أوقات الضغط ويتهرب من المسؤولية عن طريق حركات غير لائقة لمدرب منتخب بحجم الأرجنتين.
سلبيات سامباولي مع الأرجنتين كثيرة وعديدة فهو صاحب نظرية “منتخب ميسي”، حركة ربما يرى بها دعماً لنجمه الأول لكنها كانت أول أسباب فشل صاحب الرقم 10 مع الأرجنتين في مونديال روسيا، وفي الواقع أخرج نفسه من مسؤولية فشل المنتخب وزاد الضغط على قائد المنتخب، ليبعد بذلك نفسه عن أي تساؤل.
تركيزه المبالغ على شخصية ميسي في المنتخب والاعتماد عليه جاء بالنتائج الكارثية على مستوى الفريق ككل، وأثبت على مقولة ميسي والخشبات، ليهمّش بقية اللاعبين ليتتطور الأمر ويصبح ميسي الخشبة رقم 11 على أرضية الميدان كما تابعنا أدائه المتواضع أمام كرواتيا، وسط حلول تكتيكية معدومة وإصرار على تكرار نفس الأخطاء وكأنه يقول للجميع أن أؤمن بميسي فقط وبقدرته على صنع المعجزات لكنه نسي أن كرة القدم أصبحت أكثر جماعية.
المنتخب الأرجنتيني يحتوي عناصر قادرة على صنع الإنجاز ومساعدة ميسي فيه وهناك لاعبين لم يتم استدعائهم “ايكاردي مهاجم انتر ميلان”، هنا تكمن شخصية المدرب القيادية في تسخير المقومات المتوافرة لهذا العمل، لكن مع سامباولي لا شيء من هذا فهو يرى من نجم برشلونة المصباح السحري لمنتخب التانغو.
سامباولي بأسلوبه المليء بالأخطاء وضع الأرجنتين في موقف محرج بل كان السبب الأول ورا هذه الإخفاقات، وأثبت أنه فاقد لمهنة التدريب.
*عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
اقرأ أيضاً:
منتخب المغرب؛ خروج مع سبق الإصرار لكن برأس مرفوع
كيف عبث كوبر بقلوب 100 مليون مصري
محمد صلاح سندباد الكرة العربية… حكاية كفاح يحتذى بها
رسالة للمشككين: “محمد صلاح” موهبة وليس طفرة
بالفيديو: بعد خسارة المنتخب المصري أمام روسيا، مصري يصرخ “ألا يحق لنا أن نفرح”
ليفربول يرتدي ثوب “ثقة الأبطال” في ليلة القبض على “الكرة الجميلة”