عبد الرزاق حمدون*
في ريال مدريد دائماً ما يتغنّون بتاريخهم وأساطيرهم التي لعبت للنادي الملكي على مر العصور، ومن بين هذه الأساطير الخالدة زين الدين زيدان.
قضية ارتباط زيدان مع ريال مدريد لا يمكن المساس بها ولا يتجرّأ أحد على تزوير التاريخ الذي كتبه كابتن فرنسا في مونديال 2006، سواء عندما كان لاعباً وقائداً لخط وسط فريق النجوم في مدريد، أو في الفترة التي تولى فيها تدريب الفريق وتحقيقه لدوري الأبطال لثلاثة أعوام متتالية والليغا المنسية منذ زمن بعيد.
نار الفتنة
أسبوعٌ واحد فقط كان كفيلاً بخلق مشاكل زعزعت غُرف الملابس ليصل الأمر إلى أحد رموز النادي في العصر الحديث “راموس”، وبعد الخروج المدوّي من جميع البطولات وضمان الموسم الصفري، انفجر بركان القائد في وجه الرئيس بيريز ليشتعل صراع النفوذ داخل أسوار البرنابيو. مشكلة بيريز وراموس قد تطيح بالعديد من رموز النادي، بيريز الذي يُثبت دائماً أنه الرقم الصعب في البرنابيو أمام أي نجمٍ يقف في وجهه ولعلّ خروج رونالدو مثال لذلك، واستغناؤه عن راموس سيكون بداية ثورة في الفريق.
في عصر زيدان لم نكن نسمع بمثل هذه المشاكل، ربما كانت ألقاب الأبطال تنسي الجميع هفوات في الفريق الدفاعية منها وغيرها، لكن في المجمل كانت شخصية زيزو مسيطرة على الجميع، وبالرغم من تواجد نجوم كبار إلا أننا لم نشهد يوماً تصريحات نارية داخل النادي.
يبحث بيريز حالياً عن مدرب طوارئ قادر على انتشال الفريق من مشاكله، ويستطيع تقديم الدعم للاعبين، ويعتبر زيدان هو الشخص المثالي لهذا المنصب لأنه يمتلك خواص تخوّله لذلك، أبرزها عشق الجماهير واللاعبين له، كما أن باستطاعته بث الروح في الفريق مجدداً وأنه أحد أبرز المدربين في تاريخ هذا النادي.
زيدان لا يتمتع بالخواص التكتيكية التي نراها عند مدربين آخرين، لكن ما قام به زيزو مع الريال يكفي أن يعطينا فكرة عن أهمّية تواجد اسمه على دكة الفريق الملكي وخاصة في هذه الظروف الطارئة.
*عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
اقرأ/ي أيضاً: