علي عبود.
في الشهر الذي شهد انطلاقة الثورة السورية منذ سبعة أعوام، شهدت دمشق زيارةً من أعضاء في حزب البديل من أجل المانيا، زيارة غير رسمية قام بها ممثلوا هذا الحزب اليميني المتطرف إلى مجرمي حرب النظام السوري.
البديل في سوريا: نشر أحد الزائرين وهو Christian Blex، على حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً من مناطق سيطرة النظام السوري، ليروّج من خلالها بأن الحرب في سوريا قد انتهت، على وقع أصوات الطائرات الحربية والمدفعية التي تهاجم الغوطة الشرقية قرب دمشق، حيث يرتكب نظام الأسد جرائم حرب متزامنة مع زيارة الوفد، علماً أنه تمت إحالة ملف جرائم وانتهاكات النظام السوري إلى محكمة الجنايات الدولية، قبل أسبوع واحد فقط من هذه الزيارة، مما دعاني إلى تساؤلات بخصوص حجم العلاقة والتنسيق بين هذا الحزب، وبين نادي المجرمين الروسي بشكل عام؟
وماهية الاستراتيجيات والأهداف المشتركة معهم؟ وإلى ماذا تهدف هذه الاجتماعات؟ ومن خلال هذه الزيارة انكشف حجم تطرف هذا الحزب، وهو نفس حجم إجرام أصدقائه مجرمي الحرب في دمشق.
إحدى الصور التي نشرها المدعو christian blex كانت قرب المكان الذي اعتقلت فيه عام 2011، حيث تم تعذيبي حينها بواسطة (الكرسي الألماني)، أحد طرق التعذيب التي دربها الضابط النازي الهارب من العدالة الدولية Alois Brunner لأجهزة الأمن السورية، والذي توفي في دمشق منذ أعوام.
وهناك في نفس المكان مازال الكثير من الأصدقاء والمعارف من معتقلي الرأي ونشطاء المجتمع المدني، ممن طالبوا بالحرية والانتقال الديمقراطي للسلطة منذ ثورة 2011، معتقلون ومعرضون للتعذيب بتلك الطرق النازية حتى الآن، بأيدي رجال أمن النظام السوري الذي يكرم ضيافة وفد حزب AFD الآن.
أكرر مرة أخرى رؤيتي بأنه لا مخرج للأزمة في سوريا إلا برحيل النظام السوري، ورأسه المجرم بشار الأسد ومحاكمته، وتطبيق مبدأ العدالة الانتقالية في سوريا، ومن الانتقال نحو الديمقراطية، وبعدها نستطيع الحديث عن عودة اللاجئين السوريين.
فلا يجب أن ننسى أن سبب فرار ملايين السوريين إلى خارج سوريا مكرهين، هو كمية الإجرام الكبيرة التي مارسها النظام على شعبه، لمجرد أنه طالب بالانتقال من نظام ديكتاتوري شمولي إلى نظام أكثر حرية وديمقراطية، إضافةً إلى عدم وجود إرادة حقيقية من المجتمع الدولي بإيقاف تلك الجرائم، ورفع الظلم عن الشعب السوري، وطول أمد الصراع، وتدخّل بعض الدول في مشروعات لا تلبي طموحات السوريين بالتغيير، وفقدان الأمل بتغيير حقيقي في سوريا.
زيارة وفد حزب البديل إلى النظام السوري، هو استفزاز لمشاعر وتضحيات الشعب السوري الذي دفع دمه أملاً بحدوث تغيير حقيقي في سوريا، وأحيّي التنديد الشعبي الواسع من مختلف اطياف المجتمع الألماني بهذه الزيارة، آملاً أن يلقى الوفد التأنيب المناسب لاحقاً.