عبدالرزاق حمدون* صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
حكاية توأم لن يكمل عمره بالنور وذات ليلة سوداء وقع الشرخ الكبير مصدعاً جدران البيت الأبيض.
علامات استفهام كثيرة وجملة من التكهنات، والأسباب لم تعرف بعد، في نظر عشاقه جريمةٌ لم يخرج فاعلها حتى الآن، و لم يجرؤ أحد على قول الحقيقة للجماهير الغاضبة التي لا تزال في حالة الصدمة بعد، ولن تستطيع تقبّل الواقع الذي فُرض عليها اعتباراً من الموسم القادم وهو رونالدو خارج أسوار البرنابيو.
ما إن انتهت مراسم الفرح باللقب الأوروبي الثالث عشر لريال مدريد حتى بدأت لعنة الثالثة عشر بفرض أعقابها، بدءاً بخروج المدرب زيدان في يومٍ كان قاسياً، ليتغلغل الكابوس أكثر في الجماهير بعدما تردد على مسامعهم أن بطلهم الأول قرر اللحاق بمدربه من بوابة كاسياس في سنين ماضية، الرحيل عن الفريق الذي خدمه 9 سنوات، لم اتخذ رونالدو هذا القرار؟ من المسبب لكل هذا السواد، هل من مجيب لهذه الجماهير العاشقة للرقم 7 الحالمة لأن يُكرّم صاحبه في البرنابيو وأن يبقى أسير مدريد البيضاء.
لم يبدي الدون يوماً أي نية في الخروج مهما بلغت العواقب، هو كثير المطالب نعم، لكن دائماً ما يسعى لرد الدين بالأكثر، يقدّم أفضل ما لديه لا يتأخر وإن حصل فالعودة تكون بمكانها الصحيح، دوماً في الميعاد هم يعرفون متى يلتقون به وأين وكيف، يبذل قصارى جهده لإسعاد الجميع، المخلص في 9 سنوات صاحب الفضل الأكبر بألقاب الريال في عهده، صاحب الفرحة التي هزت عرش مدريد كانت دائماً رسالته للخصوم مفادها: ”أنا الدون قائد اللواء الأبيض سأزيده بريقاً ولمعاناً”.
مكانته الكبيرة في الريال هي خاصة به مساحته سواء إدارياً أو داخل أرضية الميدان هي حقوقه الشخصية ولا يريد بأحد أن يشاركه بها، هو الوحيد الذي يعلم متى سيتوقف عن التسجيل، لا يحب الاستسلام ويكره من يتهمه بذلك، هو الذي يزداد بريقاً وتوهجاً تحت حالات الضغط، إياك أن تختبر صبره فهو أهله، لا تدع الشك يقتلك حول عودته لأنه سيأتيك بسيناريو مليء بالإثارة والأكشن بفرحته الشهير “Siiiiiiii” بمعناها الحرفي “نعم أن هنا”.
كل تلك الظروف شعر بها رونالدو هذا الموسم، تأخره في بدايته لم يكن من إرادته، هي فترة تركيز لتوقيت العودة لم يفهمها البعض في مدريد، ليكون التشكيك بقدراته أكثر سبباً لخروجه، مكانته القوية لم تعد كذلك ليشعر أن مقعده بدأ يبرد قليلاً، حان وقت الرحيل رونالدو لم أعدهم هكذا وأنا الذي أوعدهم أن أقدم الأفضل، هم الذين نكروا كاسياس وأفضاله بليلةٍ واحدة لن يكون صعباً عليهم نسياني.
كأنما اللحظات الجميلة في خاطره أتت بسرعة البرق مع الكثير النجاحات التي فاقت العقل، 9 سنوات تذكرها رونالدو بحلوها ومرّها كالحلم الذي انتهى عند درج الملعب.
اقرأ أيضاً: