أمرت محكمة روسية بإعادة النظر في التهم الموجهة للمؤرخ الروسي يوري دميتريف، كما وافقت على طلب الادعاء العام خضوعه لاختبار نفسي قسري لتحديد ما إذا كان لديه “انحرافات جنسية”.
ويمثُل المؤرخ البالغ من العمر 61 عاماً، للمحاكمة في تهمة ارتكاب انحرافات جنسية تشمل استغلاله لابنته بالتبني في مواد إباحية عندما كان عمرها 11 عاماً، إضافةً إلى حيازة العناصر الرئيسية لسلاح ناري بشكل غير مشروع والفسوق.
وكان دميتريف قد اكتشف مؤخراً مقبرة جماعية تضم ما يصل إلى 9000 جثة يرجع تاريخها إلى حملات التطهير التي قادها الدكتاتور السوفيتي السابق جوزيف ستالين، وكانت تعرف بالرعب العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي.
وترى شخصيات ثقافية بارزة في روسيا إن دميتريف يواجه زوراً الاتهامات، لأن تركيزه على جرائم ستالين يتعارض مع سياسة الكرملين الجديدة بأن روسيا يجب ألا تخجل من ماضيها، حيث يستغل بوتين انتصار بلاده في الحرب العالمية الثانية عندما كان ستالين في السلطة لتعزيز الكبرياء الوطني.
وفي العام الماضي أكد بوتين أن ما وصفه “بالشيطنة المفرطة لستالين” تستخدم لتقويض روسيا.
يذكر أن تقييم نفسي سابق أعلن سلامة دميتريف العقلية، وخلص فريق خبراء معتمد من المحكمة إلى عدم وجود محتوى إباحي في تسع صور لابنته هي محور القضية.
وعبر فيكتور أنوفريف محامي دميتريف عن أمله في أن يكون التقييم الجديد موضوعياً وأن لا يمارس مسؤولو الأمن ضغوطاً على الأطباء، وقال أنوفريف لرويترز: (ربما إذا لم يتمكنوا من إدانته “بجرائم إباحية ضد الأطفال” فسيعلنون أنه مختل عقلياً. هذا إجراء سوفييتي محض، تقديم اتهامات ثم تنتهي الأمور بحبس شخص ما في منشأة نفسية).