صورت مجلة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة ضحايا زلزال إيطاليا كأطباق من المعكرونة في رسم كارتوني جديد، مما عرضها لانتقادات شديدة على مواقع التواصل الاجتماعي
ويصور الكاريكاتير بلدة “أماتريتشي”، التي تعرضت لأشد الأضرار جراء الزلزال، الذي ضرب إيطاليا الأسبوع الماضي، بقوة 6.2 درجة على مقياس ريختر.
ويبدو في الرسم الساخر الذي كتب في أعلاه “الزلزال في شكله الإيطالي”، رجل وامرأة مصابين وكتب فوق كلٍ منهما اسم طبقٍ من أطباق المعكرونة، ويقف هذان المصابان أمام ركامٍ طمرت فيه أجساد الضحايا، وتبدو أذرعهم وأقدامهم متدليةً بين الطبقات، وفوقها مكتوب “لازانيا”.
لاقى الرسم الساخر الكثير من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي مختلف أنحاء العالم، لاسيما الصحف الإيطالية.
حدود حرية التعبير
ووصف وزير العدل الإيطالي أندريا أورلاندو رسوم الصحيفة الفرنسية بأنها “مثيرة للاشمئزاز”. أما رئيس مجلس الشيوخ بييترو غراسو، فأكد من جهة على “احترام حرية السخرية والتهكم” ولكنه استدرك قائلاً “يمكنني أيضًا أن أقول أن لدي الحرية للقول أن كل هذا مقرف”. بحسب سكاي نيوز.
من جهتها أصدرت السفارة الفرنسية في روما بيانًا قالت فيه إن “الآراء التي يعبر عنها الصحافيون حرة” و”الرسم المنشور في شارلي إيبدو لا يمثل بتاتا موقف فرنسا”.
“لا تعبثوا بأموات الآخرين”
وفي منشور آخر على حساب @RNocerino : “كل ما أرغب في قوله إنه إذا تم تفجير مجلة شارلي إبدو مرة أخرى فلن أشارك في حملة أنا شارلي “.
وكتب أليساندرو أورسو على تويتر بالفرنسية مخاطبا شارلي إيبدو “العار عليكم، لا تعبثوا بأموات الآخرين”. حسبما ذكرت فرانس برس.
أنا لست شارلي بعد الآن
وليست هذه الأولى التي تلاقي فيها مجلة شارلي إيبدو انتقادات بسبب رسومها الكاريكاتورية. ففي عام 2015 نشرت رسمًا مسيئًا للطفل السوري ألان كردي، الذي غرق على سواحل تركيا. كما نشرت من قبل رسومًا مثيرة للجدل للنبي محمد.
ورغم الجدل الحالي، فإن حرية التعبير في الرسم محل تقدير، ولذلك استخدم الكثيرون من المدافعين عن المجلة هاشتاغ “أنا شارلي” للتعبير عن دعمهم لها، عقب الهجوم الذي تعرض له مقرها عام 2015.
لكن الرسم الكارتوني الأخير استفز صبر حتى مؤيدي المجلة، وهو ما عبر عنه بعض مستخدمي مواقع التواصل الذين قالوا “لم اعد شارلي.”
متطرفون يمينيون في المانيا يخربون جدارية تذكارية للطفل الغريق آلان