نشرت دير شبيغل الألمانية اليوم مقالة بعنوان: خيارات ترامب في سوريا | قصف بمباركة روسية.
جاء فيها:
أمام دونالد ترامب خيار واحد فقط إن أراد فعلاً أن يتجنب اخفاق سلفه أوباما: ضربات جوية محدودة ضد النظام السوري وبمباركة الطرف الروسي.
كان واضحًا مدى غضب دونالد ترامب، واصراره على عمل أي شيء ضد اجرام النظام السوري وأعرب عن ذلك بقوله: “لقد تجاوزوا عدة خطوط حمراء، الكثير من الخطوط الحمراء، وسترون في الأيام القادمة ما الذي سأفعله”.
وفي تخمين ماذا سيفعل، علينا أن نشاهد الوضع الدولي:
الغرب متفق على أن نظام الأسد يجب أن يعاقب بسبب استخدامه للسلاح الكيماوي، ولكن ليس هنالك أحدٌ منهم معني بعملية عسكرية في سوريا، فوزير الخارجية الفرنسي جون مارك ايرول صرح قائلاً: الحل الدبلوماسي هو أولوية قصوى، وخطاب غاضب من الرئيس الأمريكي لا يجوز أن يتحول الى عملية عسكرية.
أما نظيره البريطاني بوريس جونسون فصرح بأن الخطوة الأولى هي اصدار قرار أممي يدين استخدام النظام للسلاح الكيماوي ويقضي بعقوبات ضده.
ولكن حتى اللحظة فإن كلاً من روسيا والصين تعطلان حتى مجرد التصويت على أي قرار أممي يقوم بادانة النظام السوري، من طرفه لربما يستطيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اقناع نظيره الصيني شي جينبينغ في فلوريدا بتعديل موقفه وعزل الممانعة الروسية في مجلس الأمن، وفي كافة الأحوال سيكون القرار ضعيفًا، حيث أنه بحاجة الى موافقة كافة دول الفيتو في المجلس ولن يحمل أي صيغة عسكرية ضد نظام الأسد.
أما حلف الناتو فلن يستطيع ترامب الاعتماد عليه، فقد خذلت من بريطانيا وفرنسا الرئيس السابق أوباما عام 2013 عندما استخدم النظام السوري السلاح الكيماوي بضواحي دمشق، حيث طلب منهما مساعدته بضربات عسكرية في سوريا، وموقفهما حاليًا لن يتغير، فبريطانيا غارقة بتنظيم خروجها من الاتحاد الأوروبي، وفي فرنسا فإن الرئيس الحالي فرانسوا أولاند يستعد لمغادرة قصر الإيليزيه خلال عدة أسابيع وستنشغل بالانتخابات الرئاسية.
كذلك الأمر في ألمانيا، فكلٌّ من الحزبين الحاكمين: التجمع المسيحي الديمقراطي، والديمقراطي الاشتراكي، يتجنبان خوض أي حرب عسكرية في سوريا ولن يقوما بدعم أي خطوة بهذا الصدد، فقد جاء على لسان وزير الخارجية الألماني (ما لا نحتاجه في سوريا هي خطوات تصعيدية تؤجج الصراع والعنف، ما نحتاجه حقًا هو وقف شامل لاطلاق النار). أما المستشارة الألمانية ميركل فقد قامت بالمصادقة على مساعدات لمنكوبي الحرب السورية تبلغ 1,169 مليار يورو، بالإضافة الى 2,3 مليار يورو كانت مقررة سابقًا في هذا الصدد والتي سيتم صرفها حتى عام 2018.
لذلك من المرجح أن يلجأ دونالد ترامب الى دول عربية خليجية كالسعودية وقطر لانشاء حلف عسكري ضد نظام الأسد، فلطالما طالبت الرياض وأعربت عن استعدادها لإرسال قوات عسكرية برية، كما أن ترامب تذمر مرارًا من تهرب دول الخليج العربي من التزاماتها في الأزمة السورية، والآن ستسنح له الفرصة أن يذكرها بواجباتها وأن تتحمل مسؤولياتها.
ولكن تنفيذ هذا الخيار أيضًا سيكون صعبًا، حيث أن السعودية، وعدة دول عربية غارقة في حربها باليمن منذ حوالي السنتين، والتي أوضحت بأن امكانياتها العسكرية محدودة، بالاضافة الى أن هذه الدول “السنّيّة” المتشددة ليست بالشريك الحقيقي لأي حل في سوريا، حيث تعيش الكثير من الأقليات من غير السنة، ولن تضمن لهم حقوقهم فيها.
روسيا: مواجهة أم تعاون؟
عام 2013 أعدت إدارة أوباما خطة عسكرية لضرب الجيش النظامي السوري، عن طريق ضربات صاروخية تتركز على المقرات القيادية العسكرية والمطارات الجوية العسكرية التابعة للنظام، ولكن منذ ذاك قد تغير الوضع كثيرًا، اليوم ومنذ التدخل الروسي الى جانب نظام الأسد، فانها تسيطر عمليًا على الأجواء السورية بشكل كامل، كما أنها تنشر منظومة صاروخية جدًا متطورة على الأراضي السورية، مما يعني بأن أي عملية عسكرية ستحمل في طياتها مواجهة مباشرة مع الروس.
من الممكن في الوقت الراهن أن يتفق ترامب وبوتين خلف الكواليس على أن تقوم الولايات المتحدة بشن ضربات جوية محدودة، بينما تضمن الولايات المتحدةة بأن هذه الضربات لن يكون هدفها اسقاط نظام الأسد، إنما تهدف فقط الى حفظ ماء وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا أكثر.
لمَ لا وروسيا تتعامل مع الاعتداءات الإسرائيلية ضد النظام السوري وحلفائه بنفس السياق، حيث أنها تقبل بها طالما هذه الضربات لا تؤدي الى تهديد حقيقي لنظام الأسد ولا تستهدف الجيش الروسي المتواجد في الأراضي السورية.
للاطلاع على المادة كاملة:
Trumps Optionen in SyrienBombardieren – mit Russlands Segen
——————
ترجمة رشاد الهندي.