في تحرك قوي ضد معاداة الأجانب واللاجئين في كيمنتس، استجاب قرابة 65 ألف شخص لدعوة عدد من الفرق الموسيقية المعروفة في البلاد لحضور حفلها المشترك تحت عنوان “نحن أكثر” رداً على مظاهرات اليمين المتطرف في الأيام الأخيرة.
شارك نحو 65 ألف شخص في حفل موسيقي مساء (الاثنين الثالث من سبتمبر/ أيلول 2018) بمدينة كيمنتس بشرق ألمانيا كتعبير حي عن رفض العنصرية ومعاداة الأجانب واللاجئين وذلك رداً على مظاهرات جماعات اليمين المتطرف التي هيمنت على مشهد المدينة طيلة الأيام العشرة الأخيرة.
الحفل أقيم في ثالث أكبر مدن بولاية سكسونيا وأحيته عدد من فرق الروك الألمانية تحت شعار “نحن أكثر”، في رد فعل على المظاهرات العنيفة المعادية للأجانب التي شهدتها مدينة كمنيتس خلال الأيام الماضية على خلفية مقتل مواطن ألماني طعناً خلال عراك مع أفراد مهاجرين. وكانت الشرطة الألمانية ألقت القبض على عراقي وسوري للاشتباه في تورطهما في الجريمة. واستهل المحتفلون العرض الموسيقي بدقيقة حداد.
واستغل التيار اليميني المتطرف الواقعة، وخرج في مظاهرات شارك فيها عدد من الحركات المعادية للأجانب و حزب “البديل من أجل ألمانيا” وحركة “بيغيدا” (وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب) للمطالبة برحيل الأجانب. وشهدت المظاهرات وقائع اعتداء على مهاجرين وأداء لتحية الزعيم النازي الراحل أدولف هتلر.
وأكدت متحدثة باسم الشرطة أن الحفل مر في هدوء. ودعمت الشرطة في ست ولايات ألمانية شرطة مدينة كيمنتس في الحفاظ على النظام أثناء الحدث. وبعث الفنانون الذين أحيوا الحفل رسالة ضد العنصرية ومعاداة الأجانب.
وانتقدت الحكومة الألمانية بشدة مسيرات جماعات يمينية متطرفة في مدينة كيمنتس، وبينها جماعة “برو كيمنتس” (من أجل كيمنتس) حيث قال المتحدث باسم الحكومة شتيفن زايبرت الاثنين في برلين إن ما حدث في كيمنتس بقلق مشروع وذعر مبرر هو “تلك المسيرات التي قام بها يمينيون متطرفون يروجون للعنف، ونازيون جدد، الأمر الذي لم يكن له علاقة على الإطلاق بالحداد على شخص أو القلق على مدينة أو كيان سياسي”.
وأضاف زايبرت أن ما حدث لم يكن رسالة للحداد، وإنما كان “رسالة للكراهية” تجاه أجانب وسياسيين والشرطة والصحافة الحرة. أعرب زايبرت عن امتنانه للشرطة على جهدها خلال المسيرات والمظاهرات المختلفة التي شهدتها مدينة كيمنتس.
من جانبه، رفض رئيس حزب البديل، يورغ مويتن، الانتقادات الموجهة للحزب قائلاً إن حزبه يرفض “العنف الصادر حقاً عن بضعة متظاهرين قلائل جداً ضد أبرياء يعتقد أنهم ذووا خلفية مهاجرة” وأضاف: “كما أن الإساءات العنصرية وتحيات هتلر مقززة، وددت لو علمت عدد أولئك المستفزين الذين تسللوا إلى المظاهرات لعمل ذلك”.
في هذه الأثناء تعرض الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير للانتقاد بسبب دعمه للحفل الموسيقي ضد التطرف اليميني حيث أخذت عليه الأمين العام للحزب المسيحي الديمقراطي، أنيغريت كرامب كارنباور، مشاركته الإعلان عن الحفل على حسابه على فيسبوك قائلة: “أعتبر ذلك حرِجا”. وجاء انتقاد كرامب كارينباور للرئيس الألماني على خلفية مشاركة فرقة “فاينه زانه فيشفيلت” ذات التوجه اليساري المتطرف في إحياء الحفل حيث خضعت هذه الفرقة ذات مرة لمراقبة هيئة حماية الدستور “الاستخبارات الداخلية” بسبب مواقفها اليسارية المتطرفة.
المصدر: دويتشه فيلله – ح.ع.ح/ح.ز(د.ب.أ)
اقرأ أيصاً: