سجل حزب “الاتحاد المسيحي الديموقراطي” بزعامة المستشارة أنغيلا ميركل، أسوأ نتيجة في تاريخه في انتخابات برلمان ولاية برلين المحلية، يوم الأحد 18 أيلول\سبتمبر 2016، كنتيجة للاستياء من سياسة استقبال المهاجرين، مما يصب مباشرةً في مصلحة اليمين الشعبوي.
وهذه النتيجة تمثل الهزيمة الثانية لحزب ميركل في انتخابات اقليمية، خلال أسبوعين، بعد أن هزم أمام حزب “البديل من أجل ألمانيا” في شمال شرق البلاد، وقبل عام من الانتخابات التشريعية المقبلة.
ولم يسبق أن تعرض الاتحاد المسيحي الديموقراطي، لهزيمة مماثلة في تاريخ برلين، سواء برلين الغربية بعد الحرب العالمية الثانية أو العاصمة الموحدة بعد 1990.
وبحسب توقعات قنوات التلفزيون العامة بالاستناد إلى النتائج الأولية، حقق الاتحاد المسيحي الديموقراطي بزعامة ميركل 18 في المئة فقط من الأصوات، أي بتراجع تجاوز خمس نقاط مقارنة بانتخابات 2011. وفي المقابل، حقق حزب “البديل لالمانيا” المناهض للاجئين أكثر من 12 في المئة، مما مكّنه من دخول البرلمان المحلي.
أما الحزب الاشتراكي الديموقراطي في برلين، فقد تراجع أيضًا مقارنةً بعام 2011، لكن هذا التراجع يظل محدودًا، حيث تصدر الانتخابات بحصوله على أقل بقليل من 23 في المئة من الاصوات. مما سيسمح لرئيس البلدية الحالي ميكايل مولر، عضو الحزب، بالبقاء في منصبه.
تجدر الإشارة إلى أن مولر أعلن خلال الحملة، أنه يريد تشكيل ائتلاف يساري مع حزب الخضر الذي فاز باكثر بقليل من 16 في المئة ومع حزب “داي لينكي” (يسار راديكالي) الذي حقق نتيجة مماثلة.
في حين أن النتيجة المتواضعة لحزب ميركل في برلين، ستدفعه على الأرجح إلى صفوف المعارضة، بعدما كان شريكًا في الحكومة الائتلافية مع الاشتراكيين الديموقراطيين.
ارتفاع نتائج “البديل” مؤشر إلى عودة اليمين المتطرف إلى ألمانيا
وكان رئيس بلدية المدينة قد أكد على أهمية التحديات في هذه الانتخابات، قائلاً إنه اذا نال حزب البديل لالمانيا نسبة تفوق 10% “فهذا سيفسر في العالم اجمع على انه مؤشر الى عودة اليمين المتطرف والنازية الى المانيا”.
وأقر زعيم فرع الحزب المحافظ في برلين فرانك هنكل، بنتيجة “غير مرضية على الاطلاق”، متحدثًا عن “يوم أسود” للأحزاب التقليدية برمتها ومبديًا “صدمته” لرؤية “ربع الناخبين يصوتون لأحزاب معارضة”.
من جهته “البديل لألمانيا” اعتبرها “نتيجة رائعة”، وقال أحد رؤسائه يورغ موثن: “في مدينة يسارية إلى هذا الحد مثل برلين، فإن إحرازنا نتيجة تتجاوز عشرة في المئة هو نجاح كبير”. وبفضل هذا النجاح، فإن “البديل لألمانيا”، سيدخل عاشر برلمان اقليمي من اصل 16 في البلاد.
وفي حال لم يسجل أي تراجع، سيكون الحزب في موقع جيد لدخول البرلمان الفدرالي بعد عام، مما سيشكل سابقة لحزب يميني شعبوي في تاريخ ألمانيا، منذ نهاية العرب العالمية الثانية.