طغت لقطة بُكاء المدرب الإسباني جولين لوبيتيجي عقب فوز فريقه إشبيلية ببطولة اليوروباليغ على مشهد تتويج أبناء الأندلس.
الأفكار لا تموت
المدربون الذي يملكون أفكاراً قيمة تكافئهم كرة القدم، جولين لوبيتيجي أحدهم بل أبرزهم على الساحة حالياً، مدرب بفكر هجومي قوي يعتمد على الجماعية في الأداء، لديه الكثير من مقومات النجاح، كيف لا وهو من حقق كأس الأمم الأوروبية مع منتخب إسبانيا للشباب عام 2013، صاحب فترة مميزة مع بورتو هناك في البرتغال، ليعود بعدها إلى منتخب لاورخا عام 2016 ويقوده لنهائيات كأس العالم في روسيا 2018.
لوبيتيجي براغماتي “يؤمن بأن نجاح العمل هو المعيار الوحيد للحقيقة”، وهذا ما طبّقه مع المنتخب الإسباني الذي قدّم نفسه مرشّحاً بقوّة للوصول بعيداً في كأس العالم، نظراً للأداء القوي والتنوع في أساليب اللعب بين 4-3-3 و 4-5-1 أو 4-2-3-1، وكثرة نوعية اللاعبين الذين يحبهم لوبيتيجي “أنصاف أجنحة وصنّاع لعب ومهاريين”، منهم إيسكو انييستا سيلفا، كرة جميلة أظهرها مع اللاورخا دفعت إدارة الميرنغي “التي كانت تبحث عن بديل لـ زيدان”، بأن ترسل عقداً له وهو في معسكر المنتخب.
الخيانة من الطرفين
الحارس السابق للنادي الملكي ولـ برشلونة لم يتأخر عن التوقيع، ولكن عاقبة ذلك كانت كبيرة وهي إقالته من منصبه كـ مدير فني للمنتخب الإسباني قبل أيام من بدء منافسات كأس العالم، “بالرغم من تصريحاته بأنه تعرّض للخيانة من الاتحاد الإسباني الذي قال له لا توجد هناك مشكلة لو وقعّت مع ريال مدريد”، ليعود إلى مدريد ويستلم منصبه الجديد، لكن من سوء حظّ جولين لوبيتيجي أن فترته مع الريال لم تكن جيّدة لعدّة أسباب، أبرزها حالة الشبع التي وصل لها اللاعبون مع زيدان، بداية حقبة جديدة في الفريق تحت عنوان “الكرة الهجومية”، والأهم هو رحيل كريستيانو رونالدو عن الفريق وعدم تعويضه بمهاجم قادر على ترجمة الفرص إلى أهداف، أما آخر الأسباب وضعه وحيداً بمواجهة الإعلام دون مساندة من أحد، ليخرج من الباب الضيّق دون أي شيء يُذكر.
إشبيلية أفضل وسيلة للانتقام
منذ تعيينه مدرباً لنادي إشبيلية كانت النيّة واضحة بأن هذا المدرب لديه ما يقدّمه لكرة القدم، خسر من الريال بصعوبة بعد مباراة قدّم بها كل شيء مع لاعبوه، تعادل مع برشلونة وأبعده عن المنافسة مع الريال، لتأتي الفرصة في اليوروباليغ، كيف لا وإشبيلية صاحب الرقم القياسي بها، في مباراتي النصف النهائي والنهائي كان الفريق متأخراً في البداية وعاد من بعيد واستحق الانتصار بتألق جميع لاعبيه، أسلوب سلس قدّمه لوبيتيجي بعيد عن التعقيد متماشياً مع مقومات لاعبيه وقدراتهم البدنية، كرة هجومية ممزوجة بواقعية، تنوع بالخيارات والتسجيل ومنها مكرر بطرق مختفلة “هدفي دي يونغ على اليونايتد وانترميلان”.
بعد عامين عجّاف على المدرب الإسباني، جاءت اللحظة التي أنصفته بها كرة القدم، خانته دموعه وأعادت له الكثير من حقه الذي ضاع.
عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
اقرأ/ي أيضاً:
علاقة ميسي وبرشلونة.. قصة دراماتيكية في فصلها الأخير
في برشلونة.. ثورة كتالونيا الرياضية هي الحل
باريس سان جيرمان لايبزيغ.. المباريات الكبرى لها أهلها