عندما يسطع بريق نجم شاب واعد موهوب يتم ربطه مباشرة بالأندية الكبرى، لعبة إعلامية تسويقية الغرض منها زيادة سعر اللاعب وتسليط الضوء عليه بشكل مباشر وبعد مسلسل درامي طويل نرى هذا الشاب يوقّع لنادٍ بصفقة قياسية، واقع حالي نعيشه في كل ميركاتو.
اختيار الشبّان يكون مبيناً على عواطف وأحلام رافقتهم منذ الطفولة، اللعب لريال مدريد أو برشلونة، الحصول على أموال كثيرة باريس سان جيرمان أو مانشسترسيتي، ومنها ما يتم توجيهه من قبل وكيل أعماله لغايات تُطلب فيما بعد.
حالة البرتغالي جواو فيليكس تنسف كل ما سبق، فبعد تألقه اللافت مع بنفيكا ومنتخب شباب البرتغال، سارعت الصحف والمواقع الالكترونية لربط اسمه مع مانشسترسيتي وبعدها ريال مدريد ليدخل الغريم برشلونة السباق، وبين زحام الكبار وبسرعة البرق يخطف أتلتيكو مدريد جوهرة البرتغال القادمة بصفقة قياسية وصلت لـ 126 مليون يورو، صفقة أدهشت الوسط الرياضي لحجمها ومن ناحية الاختيار.
“أنا ناضج كفاية لكي أتواجد في نادي بحجم أتلتيكو مدريد” أراد فيليكس في مؤتمره الصحفي الأول أن يوجه رسالة مفادها أن اختياره للروخي بلانكوس عقلاني بعيداً عن أي تأثير، قناعة الشاب البرتغالي بقراره واعترافه بأن أتلتيكو مدريد أحد أفضل الأندية الأوروبية هو إيمان بحد ذاته بمشروع النادي المدريدي الناجح والمستمر “كنت أتابعهم عن كثب خلال المواسم الماضية عندما حققوا الليغا والدوري الأوروبي وكيف وصلوا لنهائي دوري الأبطال في مناسبتين”.
“دييجو سيميوني مدرب يظهر الكثير من الروح والقتال والعزيمة من أجل فريقه”، العمل مع مدرب شاب لديه فكر وتجربة كروية يغري المواهب، وكلام جواو عن مدربه كان حقيقياً وليس خيالاً، فالروخي بلانكوس شهد النهضة الكروية في عهد المدرب الأرجنتيني الذي قاد مشروعه واستطاع من إقناع نجوم كبار بالبقاء مع الفريق لأطول فترة ممكنة.
في الأمس خلال ودّية أتلتيكو مدريد وريال مدريد وبعيداً عن النتيجة الكبيرة وبعيداً عن تسجيله لهدف وصناعته لهدفين، كان أداء فيليكس لافتاً جداً في تشكيلة الفريق وأكثر حيوية ونشاط في وسط الملعب ويلعب بأريحية تامّة وكأنه يهيئ نفسه ليكون القائد القادم لكتيبة محاربي سيميوني خاصة بعد خروج غودين وغريزمان هذا الصيف.
المستقبل أمامه بتواجد مساحة واسعة مع فريقه الجديد لكي يثبت للعالم أن اختياره لأتلتيكو مدريد كان صحيحاً بعيداً عن الشهرة والمال والضغط الإعلامي.
عبدالرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا