إعداد / ياسمين عيّود – باحثة في مجال التربية وعلم الاجتماع
تأسست جامعة هومبولت العريقة في برلين عام 1810 م، ولقبت بـادئ الأمر بـ” أم الجامعات الحديثة” واتخذت هذا اللقب على مدى 150عامًا التالية للتأسيس في مفهوم طرحه فيلهالم فون هومبولت في تصور لبعد حداثي لدور الجامعات في تطوير وحدة التعليم وتزويد الطلاب بالتعليم الإنساني الشامل.
في البداية ، كان في برلين أربع كليات فقط هي كليات القانون والطب والفلسفة واللاهوت. بدأ الفصل الدراسي الأول بـ 256 طالبًا و 52 عضوًا أكاديميًا.
تبرع الملك البروسي فريدريش فيلهيلم الثالث بالمبنى الأول للجامعة الذي تم بناؤه بين الأعوام الآتية (1748- 1766) في شارع Unter den Linden الرائع ، لذلك كان الاسم الأول لهومبولت هو “جامعة فريديريش فيلهلم” حتى عام 1945 أعطيت الجامعة أسماء الأخوين ألكسندر وفيلهيلم فون همبولت تقديراً لجهودهما التأسيسية الكبيرة.
عندما لم يعد مبنى الجامعة كافياً لتلبية الاحتياجات الأكاديمية، تم إنشاء مكتبة الجامعة عام 1831م. وفي سياق التوسع تم دمج بعض المؤسسات الأكاديمية الموجودة بالفعل في برلين ومثال ذلك مشفى Charitte التي لا تزال مشهورة حتى اليوم. حيث تشير الوثائق التاريخية إلى أن مبنى الشاريتيه بدأ وظيفته كمستشفى عسكري ومدني، حيث كان مركزاً للطب العسكري ومدرسة للأطباء والجراحين، ولم يسمّ باسمه المعروف اليوم حتى عام 1727.
في إطار التوسع كذلك تم إنشاء مؤسسات العلوم الطبيعية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وظهرت مرافق بحث وتدريس حديثة للغاية. ككلية طب الطب البيطري1970م، وكلية الزراعة عام 1881م، وفي عام 1889 تم افتتاح مبنى جديد لمجموعات التاريخ الطبيعي. الذي أصبح الآن متحف التاريخ الطبيعي.
ومنذ عام 1908 تم قبول النساء في الجامعة وبعد فترة وجيزة تم توظيفهن كأساتذة مشاركين في كل من التدريس والبحث. ومن الأمثلة المعروفة على ذلك الفيزيائية ليز مايتنر. ومنذ عام 1945 أصبح من الممكن تعيين النساء في وظائف تعليمية كاملة.
وبتأثير من عالم الطبيعة ألكسندر فون هومبولت، كانت الجامعة رائدة في تقديم العديد من التخصصات الجديدة في الفيزياء والكيمياء والطب والرياضيات مع علماء مشهورين جداً في تخصصاتهم كما أن معظمهم حائزين على عدة جوائز علمية عالمية كجائزة نوبل.
حيث قام على الأقل 29 فائزاً بجائزة نوبل ببعض أعمالهم العلمية في جامعة هومبولت من بينهم ألبرت أينشتاين وإميل فيشر وماكس بلانك وفريتزهابر وماكس بورن .والعديد من العلماء المشهورين مثل بسمارك وكارل ماركس وأليسا سالمون.
ما بين الحربين تأثرت الجامعة بشكل كبير بالمجريات السياسية وأصبحت إمكانياتها ومواردها ضعيفة رغم ذلك أعيد افتتاحها في يناير 1946. حيث ضمت سبع كليات ضمت مباني دمرت جزئياً بسبب الحرب. وكنتيجة للأوضاع السياسية والحركات الفكرية وظهور الأحزاب المتعددة، تأسست جامعة برلين الحرة في ديسمبر 1948 في القطاع الأمريكي في برلين .
بعد توحيد ألمانيا عام 1990 ، مرت جامعة هومبولت بعملية إعادة تنظيم غير عادية نجحت فيها بجذب الباحثين والعلماء البارزين من الشرق والغرب ، من الداخل والخارج. ثم بدأت بتطوير هياكلها الأكاديمية الجديدة، بعد عملية إعادة الهيكلة الداخلية، وأصبحت كلية الطب المشتركة شاريتيه الحالية أكبر كلية طب في أوروبا نتيجة اندماج عيادات جامعة شاريتي مع عيادات فيرشو وبنيامين فرانكلين هاوس.
كذلك انتهزت جامعة هومبولت الفرصة بعد الوحدة لتعزيز المكونات الدولية في كل من التدريس والبحث، وزيادة تنقل طلابها. وذلك عن طريق التعاون الدولي واتفاقيات التبادل. حيث تحتفظ الجامعة حاليًا باتصالات رسمية مع أكثر من 100 مؤسسة أكاديمية في جميع القارات، وتملك أكثر من 400 عقد رسمي ضمن برنامج ايراسموس. الطلاب من أكثر من 100 دولة أجنبية مختلفة مسجلين حاليًا. يشكل الطلاب الدوليون 10.9٪ من إجمالي الطلاب.
تنقسم الجامعة إلى تسع كليات حالياً، بما في ذلك كلية الطب المشتركة مع جامعة برلين الحرة، ويبلغ عدد الطلاب المسجلين بها حوالي 32000 طالب، وتقدم برامج الدرجات في حوالي 189 تخصصًا من المرحلة الجامعية إلى مستوى الدراسات العليا.
اعتبارًا من عام 2017، حصدت جامعة هومبولت 55 جائزة نوبل، وتعتبر واحدة من أفضل الجامعات في أوروبا بالإضافة إلى كونها واحدة من أعرق الجامعات في العالم في مجالي الفنون والعلوم الإنسانية. كما تعتبر الجامعة الأبرز في العالم للعلوم الطبيعية خلال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وترتبط شهرتها بالإنجازات الكبيرة في الفيزياء والعلوم الأخرى من قبل أساتذتها مثل ألبرت أينشتاين. أعضاء هيئة التدريس والخريجين السابقين تشمل الفلاسفة البارزين وعلماء الاجتماع والفنانين والمحامين والسياسيين وعلماء الرياضيات والعلماء ورؤساء الدول.
رابط موقع جامعة HU:
رابط الخدمات والفرص المقدمة من مكتب الترحيب باللاجئين في الجامعة:
https://www.hu-berlin.de/de/studium/beruf/angebote-fuer-gefluechtete
تمت الاستعانة بعدة مصادر ألمانية من موقع الجامعة لإعداد الموجز أعلاه.
مواضيع ذات صلة:
جامعة كلاوستال الألمانية: أسباب كثيرة تجعلها المقصد الأول للراغبين في دراسة الهندسة…
علوم الإنسان الحيوية في جامعة ماربورج – ألمانيا
أنت في عجَلة لبدء حياتك العملية؟ إليك ما تحتاجه من معلومات للعمل كمساعد علمي في الجامعة Hiwi
الجامعة تفتح أبوابها أمام طفل بلجيكي في الثامنة من عمره