رفعت الاسد، المعروف بـ”جزار حماة”، متهم بإختلاس الملايين من سوريا واستثمارها في العقارات بأوروبا. وهو ليس الوحيد، فالكثير من الحكام العرب يهربون أموالهم إلى أوروبا لإخفائها في البنوك والمؤسسات المالية أو استثمارها. هناك
لا يتوقف تداول موضوع ثروات الحكام العرب في أوروبا حيث يتكرر الحديث عن تمتعهم بالثراء بينما تعيش شعوبهم في أسوأ الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
تقدر الإمبراطورية العقارية لعم الرئيس السوري بشار الأسد في أوروبا بالملايين، ومن ضمنها قصرين في باريس تبلغ مساحة أحدهما ثلاثة آلاف متر مربع، بالإضافة إلى مزرعة خيول وأكثر من 500 عقار في أسبانيا وحدها.
وكان رفعت الأسد، المعروف بـ”جزار حماة”، نائباً سابقاً لرئيس سوريا وقائد “سرايا الدفاع” العسكرية التي كان لها دور أساسي في الهجوم على مدينة حماة في 1982. وسوف تبت محكمة فرنسية يوم 30 إبريل/نيسان في قضية ضد رفعت الأسد تتهمه باختلاس وتبييض ما لا يقل عن 90 مليون يورو من الخزائن العامة السورية والتي استخدمها لبناء ثروة عقارية في أوروبا. وكان مكتب الإدعاء الأسباني اتهمه في نوفمبر/ تشرين الأول 2019 باختلاس 600 مليون دولار من الخزائن السورية، لكن رفعت الأسد يرفض جميع الإتهامات الموجهة إليه.
ملايين “عائلة مخلوف”
وتمتد الإتهامات أيضاً لأبناء عمومة الأسد من عائلة مخلوف. فبحسب منظمة “غلوبال ويتنس” غير الحكومية في بريطانيا، والمعنية بمكافحة الفساد، قام أفراد من عائلة مخلوف بشراء شقق فاخرة تقدر بنحو 40 مليون دولار في ناطحة سحاب “سيتي أوف كابيتالس” بموسكو. وكان إسم “مخلوف” ورد في العديد من التقارير التي تؤكد الدور المحوري الذي تلعبه العائلة في تعضيد حكم بشار الأسد في سوريا، وقد يكون الإستثمار في روسيا أحد الطرق التي تستخدمها العائلة للالتفاف على العقوبات الأوروبية وإخراج الأموال من سوريا، وفقاً لمنظمة “غلوبال ويتنس”.
عائلة الأسد ليست الوحيدة
الكثير من العائلات الحاكمة الأخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتمتع بالثراء الفاحش، وثروات الحكام العرب في أوروبا تتناولها الصحف والتحقيقات بين الحين والآخر. وبالرغم من أن ليست جميع استثمارات هذه العائلات بالضرورة غير قانونية، إلا أن العديد منهم يعيشون في رفاهية بأوروبا تعكس تبايناً شديداً مع ظروف المعيشة في بلدانهم التي تعاني فيها الشعوب من النزاعات والفساد والفقر.
ثروات القذافي ومبارك
عندما سقط نظام الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في 2011، قدرت بعض التقارير ثروته من 5 مليار دولار إلى 70 مليار دولار، وضمت هذه الثروة عقارات فاخرة في لندن وباريس وأسبانيا.
وبعد سقوط نظام معمر القذافي في ليبيا بنفس العام، قدر مسؤولون ليبيون ثروته الشخصية بنحو 200 مليار دولار تضم حسابات بنكية وإستثمارات وعقارات في جميع أنحاء العالم. ومازالت أموال العائلتين الحاكمتين المصرية والليبية والمقربين منهما بالخارج مجمدة من قبل الإتحاد الاوروبي حتى اليوم.
وكان تحقيق قامت به منظمة مشروع الإبلاغ عن الجريمة والفساد (OCCRP) في 2018 كشف عن أن علي دبيبة، وهو أحد المقربين لمعمر القذافي وأحد أعضاء ما سمي بـ”دائرة القائد”، قام باختلاس 7 مليار دولار رغم أن راتبه الشهري كان يقدر بنحو 12 ألف جنيه إسترليني. ويمتلك عقارات فخمة في المملكة المتحدة، ومنها قصر تايموث في إسكتلندا، وهو أحد أهم القصور الإسكتلندية المملوكة لأفراد.
قصر بن سلمان
لا يخفي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ثروته مثل الأخرين، ولكنه فضل الإبقاء على شرائه “قصر لويس الرابع عشر” بفرنسا بمبلغ 300 مليون دولار سراً، إلى أن كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن الأمر في 2017. وكانت عملية الشراء تمت في عام 2015، وهو نفس العام الذي شن فيه ولي العهد السعودي حملة ضد الفساد في المملكة بعد شرائه للقصر بفترة وجيزة.
ثروات خليجية في أوروبا
عائلة آل ثاني القطرية اشترت نادي باريس سان جيرمان في 2012 بعد أن حولت الملايين من خزائن الدولة لشراء العقارات في أوروبا، ومنها حصة بنسبة 95 بالمئة في مبنى “The Shard” بلندن، والذي كان في ذلك الوقت أعلى مبنى في أوروبا. ثروات الحكام العرب في أوروبا لن تتوقف هنا بالطبع ولاسيما ثروات الخليج.
وفي 2018 قام رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم آل ثاني بشراء ما قيل عنه إنه أغلى منزل في لندن بمبلغ 465 مليون دولار بعد أعمال التحديث. وفي نفس العام كشفت منظمة العفو الدولية (أمنستي إنترناشيونال) عن ظروف العمل المتدنية والإستغلالية للعمالة الأجنبية في قطر، ومن ضمنها حصولهم على دخل شهري يقدر بمائتي دولار (184 يورو) فقط، وذلك في إطار التحضيرات لاستضافة بطولة كأس العالم في 2022.
وبحسب وثائق بنما، يمتلك رئيس دولة الإمارات خليفة بن زايد آل نهيان عقارات في لندن تقدر قيمتها بنحو 1.2 مليار دولار. أما حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم فيمتلك ضيعة قيمتها 75 مليون جنيه إسترليني بمقاطعة “سري” في جنوب شرق إنجلترا بالإضافة إلى مزرعة للخيول بقيمة 45 مليون جنيه إسترليني.
ويواجه حاكم دبي، والذي يقال إنه صديق مقرب لملكة بريطانيا، مشاكل عديدة في وطنه الثاني الأوروبي. ففي شهر مارس/آذار المنصرمأعلنت محكمة بريطانية أنه أمر بخطف إثنتين من بناته ومارس “حملة من الترهيب” ضد زوجته الأميرة هيا ب نت الحسين دفعتها للهروب من البلاد.
المصدر. دويتشيه فيلليه – بقلم توم إلينسون
اقرأ/ي أيضاً:
أموال أثرياء العرب في جيوب أوروبا… شخصيات سياسية اشترت أغلى قصور العالم
هل انتهى ولي العهد السعودي بشراء لوحة مزيفة بقيمة 450 ملون دولار؟
“بعد ما شاب ودّوه الحساب”.. بدء محاكمة المجرم رفعت الأسد في باريس
فرنسا: مصادرة ممتلكات لرفعت الأسد ضمن قائمة بقيمة 12 مليون يورو