تكريم موظفة قطارات ألمانية ساعدت عائلة لاجئة سورية أمام إساءة عنصرية مباشرة.
في بداية عام 2016، على الطريق من مدينة “زيغن” إلى “إسن” في ألمانيا، كان يجلس في واحدة من مقصورات القطار نحو 40 إلى 50 لاجئاً. وهو ما لم يرق لأحد الركاب المسنين، حيث قام بشتم عائلة سورية لاجئة بقوله: “لا أريد أن أجلس بجانب هذه الحزمة من الوضيعين”.
عندها قامت مراقبة التذاكر “لينا صوفيا نوبه” البالغة من العمر 46 سنة، بالتعامل مع الوضع بحنكة أدت إلى حصولها بعد ذلك بعدة أشهر، على لقب “عاملة القطارات العطوفة لعام 2016”.
شبيغل أونلاين: سيدة “نوبه”، أنت تعملين منذ سنوات لدى شركة النقل والقطارات “أبيليو”. ولكن اللقب الذي حصلتِ عليه جاء نظراً لطريقة تعاملك في يوم معين. ماذا حدث بالضبط؟
نوبه: كنت أهمّ بالتحقق من تذاكر المسافرين، وإذ بالأجواء تصبح فجأة متعكرة للغابة وتعم الضجة في إحدى مقصورات القطار. وقتها سمعت رجلاً يشتكي من كونه مضطراً للجلوس بجانب عائلة لاجئة، بقوله بصوت عالٍ: “بجانب هذه الحزمة من الوضيعين لا أريد أن أجلس”.
شبيغل أونلاين: كيف كانت ردة فعلك وردة فعل الركاب الآخرين؟
نوبه: لم يحرك الركاب الآخرون ساكناً، ووجه الكثيرون أنظارهم إلى الخارج عبر نوافذ القطار. وهذا ما يحدث غالباً في هكذا حالات. عندها التفت إلى الرجال العجوز وقلت: “لديك كل الحق. فالوضع غير مقبول – بالنسبة للركاب المجاورين لك”. وبعد ذلك قمت بنقل العائلة فوراً إلى مقصورة الدرجة الأولى.
شبيغل أونلاين: ألم تكوني خائفة؟
نوبه: لا، لم أكن خائفة. لكن المرء يشعر بالطبع بعدم الراحة، فالموقف ليس جميلاً. في عملنا هذا ينبغي على المرء أن يكون مرناً. والركاب لديهم شخصيات مختلفة، ينبغي على المرء التمكن من التعامل والتجاوب معها. وأنا من نوعية أولئك الأشخاص الذين يتحدثون بشكل مباشر، وهو ما يفيدني في عملي.
شبيغل أونلاين: هل تحدث غالباً حالات كهذه؟
نوبه: بالتأكيد. فهناك ركاب مشاكسون، سكارى، مشاغبون… إنه أمر طبيعي في العمل. ولكن حالة كتلك التي حدثت مع الرجل العجوز والعائلة السورية لم يسبق لي أبداً أن مررت بها. وأريد أن أوضح هنا: بالنسبة لي لم يكن الأمر يتعلق بكونها عائلة سورية لاجئة، ففي مثل هذه المواقف كنت سأساعد أي شخص آخر، بغض النظر عن الجنسية. بالنسبة لي الإنسان أولاً.
شبيغل أونلاين: كيف كانت ردة فعل زملائك ورؤسائك تجاه ما قمتِ به؟
نوبه: تحدثنا أنا وزملائي بعد ذلك حول الحادثة. كانوا سيتصرفون بنفس الطريقة تماماً كما فعلت أنا. ومديري في العمل دعمني. ولذلك لن يتوجب علي دفع ثمن تذكرة السفر الخاصة بالدرجة الأولى (تقول نوبه ضاحكة). موقع ألمانيا.