عقد مجلس الدولة في تركيا وهو أعلى محكمة في البلاد، الخميس جلسة بشأن النظر في تحويل كنيسة آيا صوفيا السابقة التي تعد من أهم رموز اسطنبول إلى مسجد. وسيتم إعلان القرار خلال 15 يوماً.
وتثير هذه الخطوة قلقاً خارج تركيا فقد دعت الولايات المتحدة الأربعاء أنقرة إلى عدم تحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد. فيما تراقب اليونان المجاورة عن كثب الإرث البيزنطي في تركيا.
في ما يلي، عدة نقاط يجب معرفتها عن هذا البناء التاريخي المدرج على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) والذي تثير طبيعة استخدامه جدلاً باستمرار:
أنشئ هذا الصرح المهيب في القرن السادس تحت حكم الإمبراطور البيزنطي جستنيان. وتعتبر آيا صوفيا اليوم واحدة من أهم الآثار الموروثة من العهد البيزنطي.
وبعد استيلاء العثمانيين على القسطنطينية في 1453، تم تحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد.
لكن بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى، قرر رئيس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك في عام 1935، تحويله إلى متحف.
لا تزال آيا صوفيا اليوم متحفاً يزوره ملايين السياح كل عام. في العام الماضي، كانت الموقع السياحي الذي جذب أكبر عدد من السياح في تركيا، بلغ 3,8 ملايين شخص.
ومع ذلك، كانت آيا صوفيا مسرحاً لنشاطات مرتبطة بالإسلام في السنوات الأخيرة. في العام 2018، تلا الرئيس رجب طيب إردوغان آية من القرآن فيها على سبيل المثال.
القرار المتوقع صدوره خلال 15 يوماً هو تتويج لعملية قضائية طويلة، ففي العام 2018، رفضت المحكمة الدستورية طلب جمعية تركية إعادة فتح آيا صوفيا للمسلمين.
ردود الفعل الدولية
وفي مؤشر على القلق الذي تثيره هذه القضية في الخارج، حثت الولايات المتحدة أمس الأربعاء تركيا إلى عدم المساس بوضع آيا صوفيا.
وكتب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو “نحث السلطات التركية على أن تواصل الحفاظ على آيا صوفيا كمتحف، بوصفه تجسيداً لالتزامها باحترام التقاليد الدينية والتاريخ الغني، التي ساهمت (في بناء) الجمهورية التركية، وأتاحت لها البقاء منفتحة على الجميع”. وأضاف بومبيو “تعتبر الولايات المتحدة أي تغيير في الوضع.. بمثابة تهميش لإرث هذا المعلم الرائع”.
من جانبه، حذر الزعيم الروحي للمسيحيين الأرثوذكس في العالم الثلاثاء الماضي من أن تحويل الكنيسة إلى مسجد مرة أخرى سيثير الانقسام. وقال البطريرك المسكوني بارثولوميو، وهو الزعيم الروحي لنحو 300 مليون مسيحي أرثوذكسي في العالم ويتخذ من إسطنبول مقرًّا له إنّ “تحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد سيثير غضب ملايين المسيحيين حول العالم”.
كما نددت الأسبوع الماضي وزيرة الثقافة اليونانية لينا ميندوني بهذه الخطوة. وقالت إن “هذا النصب العالمي.. يتم استغلاله لخدمة مصالح سياسية محلية”.
لكن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عبر مرات عدة عن تأييده لفكرة تحويلها إلى مسجد. وكان قد وصف العام الماضي تحويلها إلى متحف بـ”الخطأ الفادح”.
وقد تؤثر إعادة تحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد على العلاقات بين تركيا واليونان التي كانت متوترة أصلاً بسبب الخلافات حول استخراج الغاز في البحر الأبيض المتوسط.
المصدر: فرانس برس/ رويترز/ euronews
اقرأ/ي أيضاً:
ألمانيا: مصلون يعترضون على إقامة بيت دعارة أمام مسجد تركي
ألمانيا… هل من الحكمة أن تشتري الجاليات المسلمة كنائس وتحولها إلى مساجد؟
إصابات فيروس كورونا في تركيا تزداد لتصبح بؤرة كورونا الثالثة في العالم