قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن قتلة خارجين عن السيطرة ربما كانوا وراء اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي في تركيا. وعقب مكالمة هاتفية أجراها مع الملك سلمان بن عبد العزيز، قال ترامب إن العاهل السعودي نفى تماما علمه بما حدث لخاشقجي.
وأضاف ترامب للصحفيين قائلا إنه بعث وزير خارجيته، مايك بومبيو، إلى السعودية لإجراء محادثات عاجلة مع الملك سلمان.
وفي غضون ذلك، بدأ المحققون الأتراك دخول مبنى القنصلية السعودية، حيث دخل خاشقجي قبل اختفائه، منذ أسبوعين.
ويشتبه الأتراك في أن خاشقجي قتل في القنصلية بعدما دخلها قبل في الثاني من الشهر الحالي، وهو ما تنفيه السلطات السعودية التي تقول إن الصحفي غادر مبنى القنصلية بعد قضاء مصلحة إدارية.
ما الذي قاله الرئيس الأمريكي؟
قال ترامب إن الملك سلمان نفى “نفيا باتا” معرفته بمصير خاشقجي.
وأضاف الرئيس الأمريكي في تصريحات لصحفيين “يبدو لي أن قتلة خارجين عن السيطرة ربما كانوا وراء اختفاء خاشقجي، من يعلم؟”.
وكان ترامب قد هدد الرياض بـ”عقاب شديد” إذا ثبت أنها قتلت خاشقجي.
وقال، في تصريحات سابقة، إنه سيكون “في قمة الغضب” إذا حدث هذا، ولكنه استبعد إلغاء صفقات السلاح.
ما هو موقف السعودية؟
تزايدت الضغوط على السعودية تطالبها بتقديم توضيحات وافية عن اختفاء خاشقجي.
وأمر الملك سلمان النائب العام السعودي بفتح تحقيق داخلي في اختفاء خاشقجي.
وقال مسؤول سعودي، لم يذكر اسمه، لوكالة رويترز إن “الملك أمر النائب العام بفتح تحقيق داخلي في اختفاء جمال خاشقجي، بناء على المعلومات التي توصل إليها الفريق المشترك في إسطنبول”.
وكانت السعودية قد أعربت عن رفضها “التهديدات” السياسية والاقتصادية، التي تتعرض لها بسبب خاشقجي، حسبما صرح مصدر سعودي الأحد لوكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وقال المصدر إن السعودية “إذا تلقت أي إجراء فسوف ترد عليه بإجراء أكبر”.
وعرف خاشقجي في الفترة الأخيرة بانتقاده لبعض سياسات السعودية في مقالات رأي يكتبها لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
وسمحت السلطات السعودية الأسبوع الماضي بتفتيش قنصليتها في إسطنبول، بطلب من السلطات التركية. لكن عملية التفتيش تعطلت بعدما وافقت السعودية، حسب التقارير، على تفتيش “تقليدي”، بالعين المجردة.
لكن السلطات التركية رفضت التفتيش “التقليدي”، وألحت، حسب صحيفة “صباح” على استعمال مواد كيماوية تكشف عن آثار الدم.
كيف كانت ردود الفعل الأخرى؟
انضم الاتحاد الأوروبي إلى المطالبين بتحقيق شفاف في القضية.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، في مؤتمر صحفي: “هناك توافق بيننا على أننا نتوقع الشفافية، نتوقع وضوحا تاما في التحقيق الذي تجريه السلطات السعودية بالتعاون مع السلطات التركية”.
وكانت ألمانيا وبريطانيا وفرنسا قد أصدرت بيانا مشتركا جاء فيه أن الذين يثبت أنهم مسؤولون عن اختفاء جمال خاشقجي، لابد أن يحاسبوا على فعلتهم.
وقال وزراء خارجية الدول الثلاث إنهم يتعاملون مع القضية بجدية كبيرة، وطالبوا بتحقيق ذي مصداقية.
وتعتقد مصادر تركية بأن خاشقجي قتل على يد مجموعة من أفراد المخابرات السعودية قدموا في طائرة خاصة إلى إسطنبول. لكن الرياض أكدت أن الصحفي خرج من القنصلية بعد قضاء مصلحته الإدارية مباشرة.
ومن ناحية أخرى، أعلن عدد من رؤساء المؤسسات المالية والاقتصادية أنهم لن يحضروا مؤتمر الاستثمار الذي تستضيفه الرياض هذا الشهر.
ومن المقرر أن يفتتح المؤتمر يوم 23 أكتوبر/ تشرين الأول، ويطلق عليه اسم “دافوس الصحراء”، وإن كان المنتدى الاقتصادي العالمي يقول إن هذا المؤتمر لا علاقة به.
المصدر: بي بي سي
اقرأ/ي أيضاً: