“باسل خرطبيل صفدي .. شاب تعج صفحتي بخبر موته .. قتله نظام الاسد بعد ايام من نقله من سجن عدرا..
هو مدني.. ليس ارهابيًّا.. ولا عسكريًّا .. ولا مسلّحًا… هو مبرمج، اختارته مجلة فورين بوليسي في المرتبة 19 ضمن قائمتها لأهم مئة مفكر على مستوى العالم عام 2012… ترك وراءه حبيبة، واهلاً، وأصدقاءًا، وترك قلبي الذي لا يعرفه إلا عن طريق الصور يبكي ليله الطويل”
بهذه الكلمات رثت الروائية الأردنية نيرمينة الرفاعي، المبرمج الفلسطيني السوري باسل خرطبيل، المعروف باسم باسل صفدي، والذي أعلنت زوجته المحامية نورا غزّي أنها تأكّدت من أنه تم تنفيذ حكم الإعدام بحق زوجها منذ تشرين الأول 2015، ما أثار ردود فعل واسعة في أوساط الناشطين السوريين.
حياته وعمله:
ولد باسل خرطبيل، والمعروف أيضًا باسم باسل الصفدي، في 22 أيار \مايو 1981 في دمشق، وتخصص في تطوير البرمجيات المفتوحة المصدر. وعمل كمدير تقني ومؤسس مشارك للشركة البحثية Aiki Lab وكان المدير التقني لشركة الأوس للنشر، وهي مؤسسة نشر بحثية مختصة بعلوم وفنون الآثار بسوريا.
عمل باسل أيضًا كمدير مشروع لصالح منظمة المشاع الإبداعي بسوريا، وله مساهمات فيموزيلا فايرفوكس، ويكيبيديا، أوبن كليب آرت، فابريكيتورز، وشاريزم. كما أن له السبق في فتح خدمة الإنترنت في سوريا، ونشر المعرفة وطريقة الوصول إليها لعموم السوريين.
آخر عمل له صورة ثلاثية الأبعاد لمدينة تدمر القديمة بسوريا، ووضع تصور مرئي في الوقت الحقيقي، وتنمية فابريكيتورز لمنصة التطوير على الويب Aiki Framework.
في 21 تشرين الأول\أكتوبر 2015، أنشئ مشروع تدمر الجديدة لاستئناف عمل باسل على نموذج ثلاثيّ الأبعاد بالإضافة إلى طرق مبتكرة أخرى للبيانات المتوفرة عن تدمر.
وحصل باسل على المركز التاسع عشر في قائمة فورين بوليسي لأفضل مفكرين عالميّين، وفي في 21 آذار\مارس 2013، حصد باسل على جائزة مؤشر الرقابة في مجال الحريات الرقمية.
اعتقاله:
انخرط باسل في العمل المدني السلمي في الثورة السورية منذ انطلاقتها، وقامت شعبة الاستخبارات العسكرية فرع 215 في 15 آذار\مارس للعام 2012، باعتقال باسل في حي المزة بدمشق، قبل أيام من زفافه، وحققت معه وقامت بتعذيبه لخمسة أيام، بالإضافة إلى مداهمة منزله ومصادرة حاسوبه ومتعلقات أخرى.
نقل بعدها إلى فرع التحقيق 248 وبقى قيد الاعتقال لتسعة أشهر. في 9 كانون الأول\ديسمبر للعام 2012، مثل باسل أمام قاض عسكريّ بدون محام بتهم تتعلق “بالمساس بأمن الدولة”. أرستله الاستخبارات العسكرية إلى سجن درعا في دمشق. حيث أتمّ هناك المعاملة الرسمية زواجه.
في 18 آذار\مارس 2014، نشرت الإجابة مكتوبة من كاثرين آشتون نائب رئيس المفوضية الأوروبية: “يستنكر نائب رئيس المفوضية الأوروبية استمرار اعتقال باسل خرطبيل الصفدي ويشارك مخاوفه بشأن موقفه، ويتابع الموضوع بقرب.”
في 21 نيسان \ إبريل 2015، قام الفريق العامل المعني بمسألة الاحتجاز التعسفي بإصدار رأي حول قضية باسل، مصنفًا اعتقاله بأنه تعسفيّ، ومطالبًا بالإفراج الفوري عنه. توصل الفريق العامل المعني بمسألة الاحتجاز التعسفي إلى كون اعتقال باسل يخالف المواد 9، 14، 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والتي صدقت عليها سوريا في 1969.
كما ظهرت عشرات المناشدات والمبادرات لإطلاق سراحه من عدة جهات دولية، ولكنها كلها بائت بالفشل.
في الثالث من تشرين الأول\أكتوبر 2015، نقل إلى مكان غير معلوم، بأمر من المحكمة العسكرية حيث تم تنفيذ الحكم بإعدامه. وأعلنت زوجته أمس أنها تأكدت من الخبر، ما أثار موجة غضب واستنكار في أوساط الناشطين والمثقفين السوريين، ورثاه عدد من الكتاب والصحفيين ورفاقه الذين كانوا معه في السجن.
تتقدم أسرة أبواب، من زوجة الشهيد، وأسرته، وأصدقائه، بأحرّ التعازي، وتدين بأشد العبارات، إعتقال وإعدام الناشط السلمي باسل خرطبيل الصفدي، وكل عمليات الاعتقال والتصفية التي يقوم بها النظام السوري.