أثار اعتداء نيوزلندا الذي استهدف مسجدين وأسفر عن مقتل 51 شخصاً على الأقل خلال صلاة الجمعة حالة من الصدمة والاستياء حول العالم، وأتت ردود فعل عربية وغربية مستنكرة هذا العمل الإرهابي، فيما ذهبت بعض الدول للقيام بإجراءات احترازية وتشديد الأمن في محيط المساجد عقب الهجومين.
أعلنت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن أنه “لا يمكن وصف ذلك سوى بأنه هجوم إرهابي” واصفة يوم الحدث “كأحد أحلك الأيام” في تاريخ البلاد. وبث المهاجم الذي أفادت التقارير أنه أسترالي يميني متطرف مباشرة عبر الإنترنت مقاطع من الاعتداء الدامي، ما أثار الغضب والذعر من احتمال وقوع هجمات مشابهة.
ألمانيا ..كراهية عنصرية
نعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل “مع النيوزيلنديين مواطنيهم الذين تعرضوا للهجوم والقتل الناجم عن الكراهية العنصرية في وقت كانوا يصلون بسلام في مسجدهم. نقف معاً ضد أعمال إرهابية كهذه”.
كما أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر “تويتر” “عن أحر مشاعر المواساة وأطيب التمنيات للنيوزيلنديين بعد المجزرة المروعة في المسجدين.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان “مع هذا الاعتداء، معاداة الإسلام، تخطت حدود المضايقة الشخصية لتصل إلى مستوى القتل الجماعي”، داعياً الدول الغربية إلى “اتخاذ إجراءات بشكل طارئ” لتجنّب “حصول كوارث جديدة”.
وبدوره، قال رئيس وزراء باكستان عمران خان “ألقي بمسؤولية هذه الهجمات الإرهابية المتزايدة على ظاهرة الإسلاموفوبيا الحالية بعد أحداث 11 سبتمبر (2001) التي تحمل أكثر من مليار مسلم اللوم عن أي عمل إرهابي”
الاحتلال يستنكر ويحزن!
كتب الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين على “تويتر” إن “قتل الناس خلال الصلاة في المكان الأكثر قدسية بالنسبة إليهم هو عمل غير أخلاقي وخسيس. تم تجاوز خط أحمر بالنسبة لأتباع جميع الديانات وحتى بالنسبة لمن لا يتبعون أي ديانة”.
وغرد نتانياهو على تويتر أن “إسرائيل تحزن على القتل المروع لمصلين مسلمين أبرياء في كرايست شيرتش وتدين هذا العمل الإرهابي السافر الذي ارتكب في نيوزيلندا”.
كما أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الهجوم “الإجرامي والمروع والبشع”. ودعا المفتي العام للقدس وخطيب المسجد الأقصى المصلين لأداء صلاة الغائب عن أرواح الضحايا في نيوزيلندا.
النروج تتذكر، وضحية ستوكهولم “حاضرة”
حضت رئيسة الوزراء النروجية إرنا سولبرغ المجتمع الدولي على مكافحة جميع أشكال التطرف بعد الاعتداء الذي أعاد الذكريات الأليمة لعملية القتل التي نفذها اليميني المتطرف اندرس بيرينغ بريفيك في النروج عام 2011. وقالت “إنه أمر محزن بكل المقاييس.
وقد دانت والدة فتاة سويدية قتلت في اعتداء ستوكهولم عام 2017 مجزرة نيوزيلندا بعدما أعلن المهاجم في بيان أنه نفذ العملية للرد على مقتل الطفلة البالغة من العمر 11 عاماً.
استفاقة اليمين المتطرف
من جهة أخرى، اعتبر النائب اليميني المتطرف الهولندي غيرت فيلدرز المعروف بوجهات نظره المعادية للإسلام إن عنفاً كهذا لا يمكن قبوله ابداً.
وأشارت تقارير إلى أن اسم لوكا ترايني، وهو إيطالي يميني متشدد مسجون لإدانته بتنفيذ عمليات قتل ذات دوافع عنصرية العام الماضي، كان محفوراً على قطعة سلاح استخدمت في مجزرة كرايست تشيرش.
وقال جيانلوكا جيليانيلي، وهو محامي ترايني، عبر الإذاعة إن موكله تاب و”ينأى بنفسه بشدة” من منفذ عملية نيوزيلندا.
الأمم المتحدة..دقيقة صمت
وقالت مفوضة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليه إن هذا الاعتداء “الإجرامي والإرهابي الناتج عن الرهاب من الإسلام تذكير آخر بأن العنصرية تقتل”، قبل أن يقف مجلس حقوق الإنسان دقيقة صمت خلال جلسة مخصصة لمواجهة الإيديولوجيات المتطرفة.
وصف رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الأنباء من نيوزلندا بشأن الاعتداء بـ”المروعة” مؤكداً أن “الهجوم الوحشي، لن يضعف التسامح واللياقة اللتان تعرف بهما نيوزيلندا”.
وأعربت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عن تعازيها الخالصة “بعد الهجوم الإرهابي المروع في كرايست تشيرش. أتضامن مع كل من تأثّر بعمل العنف المقزز هذا”. أما الملكة إليزابيث الثانية وزوجها الأمير فيليب فأرسلا تعازيهما لعائلات وأصدقاء القتلى.
البابا.. “متضامن” مع المسلمين
أكد البابا فرنسيس “تضامنه الخالص” مع كل النيوزيلنديين والمسلمين منهم بشكل خاص.
وقال وزير خارجية الفاتكيان بيترو بارولين في برقية إن البابا “يشعر بحزن عميق لعلمه بالإصابات والخسارة في الأرواح الناجمة عن أعمال العنف العبثية”.
بوتين.. هجوم خبيث
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “الاعتداء على أناس مسالمين تجمعوا للصلاة هو أمر صادم بقسوته وخبثه”، معرباً عن أمله بأن “يعاقب المتورطون بشدة”.
وندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كذلك بالهجوم “الشنيع” مؤكداً أن بلاده “تقف ضد جميع أشكال التطرف”.