“فالفيردي مدرب الفريق ولديه عقد مستمر مع النادي”، هذا كان تصريح رئيس نادي برشلونة بارتوميو بعد الخسارة بنهائي كأس الملك الإسباني أمام فالنسيا بنتيجة 2-1!.
لو سألت أي مشجع كتالوني عن أمنياته الداخلية قبل مباراة النهائي ستكون الخسارة أمام فالنسيا لتكون سبباً بإقالة المدرب ارنستو فالفيردي وخروجه من الكامب نو بعد موسمين قضاهما حقق فيهما ألقاب محلّية لكنه جعل الفريق مصدراً للفكاهة بعد الخسارات من روما وليفربول على التوالي في دوري أبطال أوروبا، وبعد ما قضى على آخر ملامح اللعب الجميل في برشلونة، ليكون رد الإدارة بلسان رئيسها أنه مستمر ولديه عقد!.
الهدف واحد لغايات مختلفة
ما جرى في برشلونة مؤخراً يشبه ما يحصل داخل مجالس البرلمانات في شتى أنحاء العالم، تصويت وإجماع على إقرار البيانات الخاصّة بالفريق بعد مناقشتها، حزب الإدارة وآخر للاعبين، الجميع يدعم استمرار المدرب!، فالفيردي يملك حق الفيتو ضد أي شيء، محصّن من الجميع في الكامب نو عدا الجماهير.
الغاية الأولى: الإدارة في برشلونة بعد تشويهها للمعنى الرياضي للنادي وتعويضه بالمحتوى الاقتصادي، مستمرة بعملها هذا “نفس الخطر الذي نوّه إليه الراحل كرويف”، والاستمرارية بهذا العمل يحتاج لهدوء نسبي يحقق من خلاله الانتصارات دون نقاشات ومتطلبات، فالفيردي مثال عن المدرب الذي يطيع الأوامر ويقول “نعم” لكل شيء، يرضى بالقليل لأنه لا يملك الكثير، لديه خواصه التكتيكية “البعيدة عن مبادئ برشلونة”، لكنه يحقق ألقاباً محلّية وهذا يعني أرباحاً للإدارة.
الغاية الثانية: منذ يومين خرج ميسي أمام الجميع “القائد يتكلم: نحن ندعم المدرب فالفيردي، ولم يكن المذنب بل نحن أيضاً مشتركين بذلك”، ليثني على ذلك وزير الدفاع جيرارد بيكيه بنفس المؤتمر!.
في الواقع وقوف ميسي وبيكيه مع مدربهما منطقي لحالة برشلونة، لاعبون معظهم تشبّع ألقاباً ووجدوا مع المستر الراحة والهدوء، مدرب لا يتطلّب الكثير لديه أسلوب واحد فقط، لا يفرض عليهم أفكار معقّدة تجعلهم أكثر جهداً، مما جعل مستواهم يتراجع دون الشعور بالمسؤوليات “بوسكيتس- راكيتيتش- سواريز- روبيرتو- كوتينيو-ديمبيلي- ألبا”.
استمرار فالفيردي مع برشلونة سيأتي بأضرار نفسية للجماهير وبأن حلمهم بالفوز بدوري الأبطال سيؤجل إلى ما بعد خروجه وهذا غير معلوم حتى الآن، لكن أبرز المتضررين هم اللاعبون الشبّأن “مالكوم- ألينيا- ريكي”، والصفقات الجديدة “دي يونغ” ومن سيأتي بعده.
*صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
مواد أخرى للكاتب:
نيمار في باريس… مسلسل ضياع الهيبة لأغلى صفقة بالتاريخ نيمار في باريس…
بيب غواريولا يوفنتوس … الصفقة التي لم تصدق نفسها
ميسي وبرشلونة.. خيانة العصر الجديد