ألقت السلطات اليونانية القبض على لبناني يبلغ من العمر 65 عاماً، قالت إنه متورط في اختطاف طائرة أمريكية عام 1985.
ولم تفصح اليونان عن هوية الرجل المعتقل، لكنها قالت إنه اعتُقل بعد رسو رحلة بحرية في جزيرة ميكونوس، إذ ظهر على قائمة المطلوبين في ألمانيا عند فحص جواز سفره.
وفي المقابل، ذكر بيان من وزارة الخارجية اللبنانية إن المحتجز صحفي لبناني معروف يُدعى محمد صالح، وإن تشابه الأسماء وراء احتجازه. وأضاف البيان أن السفارة اللبنانية في أثينا تتابع الموقف.
وذكرت وكالة رويترز أن الرجل محتجز الآن في سجن يوناني شديد الحراسة، لحين تأكد السلطات الألمانية من هويته وأنه ما زال مطلوباً.
وتشير تقارير إلى أن الشخص المطلوب للسلطات الألمانية كان قد أُلقي القبض عليه بالفعل في ألمانيا بعد عامين من اختطاف الطائرة وحوكم، إلا أنه خرج من السجن لاحقاً في عملية مبادلة مع مواطنين ألمانيين اثنين كانا محتجزين في بيروت.
ويُعد حادث اختطاف الطائرة الأمريكية عام 1985 أحد أكبر حوادث اختطاف الطائرات التي شهدها العالم.
فما قصة الحادث؟
في 14 حزيران/ يونيو عام 1985، كانت الرحلة 847 التابعة لخطوط طيران “تي دبليو إيه” الأمريكية في طريقها المعتاد، من القاهرة إلى سان دييغو في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، مروراً بـ أثينا، وروما، ثم بوسطن ولوس أنجليس في الولايات المتحدة.
لكن مجموعة من الخاطفين المسلحين قطعوا هذا المسار في أثينا، واستولوا على الطائرة وأجبروها على الهبوط في العاصمة اللبنانية بيروت، لتبدأ رحلة أخرى من المساومات، انتهت بمقتل أحد الركاب المحتجزين، وعددهم 153 بجانب طاقم الطائرة.
وتقدم الخاطفون بمطلبين، هما إطلاق سراح 17 سجيناً في الكويت، من أعضاء حزب الله اللبناني وحزب الدعوة الإسلامية العراقي، كانوا مدانين بتنفيذ هجمات تسببت في مقتل ستة أشخاص عام 1983. أما المطلب الثاني فهو إطلاق سراح المئات من السجناء الشيعة في جنوب لبنان الذي احتلته إسرائيل آنذاك.
ونسب الخاطفون، الذين قُدِّر عددهم بأربعة، أنفسهم لمجموعة تحمل اسم “المضطهدون في الأرض”، وقيل إنها على صلة بحزب الله، وهو ما أنكره الحزب.
وعند أول بادرة عدم استجابة للمطالب، في 15 حزيران/ يونيو، قتل الخاطفون أحد الرهائن، وهو غواص بالبحرية الأمريكية يُدعى روبرت دين ستيثيم، وكان يبلغ من العمر 23 عاماً.
وأظهرت التحقيقات أن القتيل تعرض للتعذيب على يد الخاطفين، قبل قتله برصاصة في الجبهة وإلقاء جثته على مدرج الطائرات في مطار بيروت.
وأطلقت إسرائيل سراح عدد من المحتجزين في جنوب لبنان بعد عدة أيام، لكنها نفت أن يكون ذلك إذعاناً للخاطفين، وقالت إنها كانت إجراءات أُعدت مسبقاً.
رحلات عبر المتوسط
واستمر الاحتجاز لمدة 17 يوماً، عبر خلالها الطيار البحر المتوسط عدة مرات، بين بيروت والجزائر العاصمة، حتى سمح له الخاطفون أخيراً بالتوقف في بيروت.
وعند وصول الطائرة للمرة الأولى من أثينا إلى بيروت، أطلق الخاطفون سراح 19 من المحتجزين مقابل التزود بالوقود، ثم أقلعت الطائرة إلى العاصمة الجزائر.
وفي الجزائر، أُطلق سراح عشرين مسافراً آخرين. وتوجهت الطائرة إلى بيروت في 15 حزيران/ يونيو، حيث قُتل ستيثيم، وانضم مسلحون آخرون للخاطفين على متن الطائرة، ثم أقلعت مرة أخرى باتجاه الجزائر.
وفي الرحلة الثانية للجزائر، أُطلق سراح 65 محتجزاً، وعادت بعدها الطائرة إلى بيروت للمرة الثالثة والأخيرة.
وفي بيروت، أُطلق سراح ثمانية مسافرين يونانيين مقابل الإفراج عن أحد من خططوا للعملية، وهو علي عطوة، وكان محتجزاً في اليونان.
ونجحت حركة أمل في التوسط من أجل إطلاق سراح أربعين محتجزاً في 17 حزيران/ يونيو. ثم أُطلق سراح الباقين في الثلاثين من حزيران/ يونيو.
من هم الخاطفون؟
وثمة أربعة أسماء هي الأشد ارتباطاً بالحادث هم: عماد مغنية، ومحمد علي حمادة، وحسن عزالدين، وعلي عطوة.
ويُعد مغنية الأشهر على الإطلاق بين هذه الأسماء، فهو أحد القيادات العسكرية في حزب الله، ووضعته الولايات المتحدة على قوائم المطلوبين، ورصدت مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.
واغتيل مغنية في سوريا، في شباط/ فبراير عام 2008، إثر تفجير استهدف سيارته. واتهم حزب الله المخابرات الإسرائيلية بالترتيب للاغتيال، وهو ما نفاه رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك.
وثاني أبرز الأسماء هو محمد علي حمادة، الذي أُدرج على قوائم المطلوبين دولياً في 14 تشرين الثاني 1985/ نوفمبر، ورُصد 250 ألف دولار مقابل الإدلاء عن معلومات بشأنه.
وأُلقي القبض على حمادة بعد عامين، في 13 كانون الثاني/ ينلير 1987، في مطار فرانكورت بألمانيا. وعُثر على مواد متفجرة في حقائبه.
وأرادت السلطات الأمريكية ترحيله إليها، لكن ألمانيا قررت محاكمته بتهم القتل، واحتجاز رهائن، والاختطاف، والاعتداء. وصدر عليه حكم بالسجن المؤبد في 17 أيار/ مايو عام 1989.
وأُطلق سراح حمادة لاحقاً في 15 ديسمبر/كانون الأول 2005، ضمن صفقة مبادلة مع مواطنين ألمانيين اثنين كانا محتجزين في بيروت، وعاد بموجبها إلى بلاده.
ورصدت الإدارة الأمريكية لاحقا في 2007 مكافأة مالية قدرها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن حمادة.
أما حسن عز الدين وعلي عطوة، فبقيا طليقين. لكنهما على قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالية للمطلوبين دولياً.
المصدر: (بي بي سي عربي)
اقرأ/ي أيضاً:
سائق حافلة يتخذ من 51 طالباً كرهائن انتقاماً لفقد أطفاله في المتوسط
بالفيديو: من هو محمد .أ.ر محتجز الرهائن في مدينة كولن ؟