آلافٌ يحاولون العبور إلى برّ الأمان في أوروبا هربًا من الحرب الدائرة في سوريا، ولكن في المقابل يتمنى آخرون التمكن من إجراء الرحلة المعاكسة و العودة إلى عائلاتهم العالقة هناك.
يتمنى مهند العودة إلى سوريا فهو يريد مغادرة ألمانيا والرجوع إلى زوجته وأولاده. بلغ به الإحباط حدًا ما عاد معه يطيق الانتظار.
لكن ما يتوقع أنه أمرٌ سهل بدا شديد الإرباك لمهند الذي يسعى منذ زمن طويل لاسترجاع جواز سفره على الأقل، إلا أن الإجراءات الإدارية تبدو لانهائية، والإجابة التي تلقاها أخيرًا بعد عدة محاولات هي أن استعادة الجواز قد تستغرق حتى نهاية السنة.
لاجئان آخران يعانيان في سبيل العودة مع اختلاف مثيرٍ جدًا للاهتمام، فقد تمكنا من الحصول على جميع الوثائق اللازمة وحتى تذاكر الطائرة من أجل العودة إلى سوريا عن طريق تركيا-لبنان، إلا أن السلطات التركية رفضت السماح لهما بالعبور دون فيزا وتم ترحيلهما وإعادتهما إلى ألمانيا.
وفي استبيانٍ بسيط تبين أن مثل هذه الحالات ليست قليلة بل إن نحو 60 في المئة من طلبات العبور للعودة إلى سوريا تقابل بالرفض، علمًا أن ما بين خمس إلى عشر طلبات بالعودة يقدمها يوميًا بعض اللاجئين السوريين المحبطين.
وبالطبع يتطلب حل هذا الوضع اللاإنساني تفاوضًا سياسيًا مع تركيا وهو ما يبدو شديد الصعوبة نتيجة الكثير من الأمور الشائكة المعلقة مع تركيا حاليًا.