طالبت ألمانيا المفوضية الأوروبية بـ “أخذ إجراءات” للحدّ من تدفّق المهاجرين من بيلاروسيا إلى جارتها بولندا العضو في الاتّحاد الأوروبي.
وقال وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر لصحيفة بيلد إنّ تدفّق المهاجرين من بيلاروسيا مشكلة “لا تستطيع بولندا أو ألمانيا التعامل معها بمفردهما”. وأضاف “يجب أن نساعد الحكومة البولندية على تأمين حدودها الخارجية. في الواقع هذا الأمر ينبغي أن يكون من مهام المفوضية الأوروبية، وأنا أطالبها الآن بأخذ إجراءات”.
تأتي تصريحات الوزير الألماني، غداة إعلان بولندا تفاقم الوضع على حدودها مع بيلاروسيا وصدّها لمحاولة قام بها مئات المهاجرين لعبور حدودها بشكل غير قانوني من بيلاروسيا، محذّرة في الوقت نفسه من أنّ آلافاً غيرهم يحتشدون على الحدود التي هي جزء من الحدود الخارجية للاتّحاد الأوروبي.
اقرأ/ي أيضاً: طريق بيلاروسيا بولندا: آلاف المهاجرين يصلون إلى ألمانيا عبر طريق الهجرة الجديد
وحسب وكالة أنباء تاس الرسمية الروسية عن سلطات الحدود البيلاروسية فإن نحو 2000 شخص احتشدوا على الحدود. وعلّق ستيفان ماير، المسؤول الكبير في وزارة الداخلية الألمانية لصحيفة “بيلد” على هذه التطورات مؤكدا أن بلاده يمكنها “إرسال وبسرعة كبيرة قوات شرطة لمساعدة بولندا إذا ما رغبت الأخيرة في ذلك”.
من جهتها تخشى بولندا كما جاء على لسان المتحدّث باسم حكومتها، بيوتر مولر من “حصول تصعيد لهذا النوع من الأعمال على الحدود البولندية في المستقبل القريب وأن يكون ذا طبيعة مسلّحة”. وهو ما علّق عليه وزير الداخلية الألماني بإعلان تأييد بلاده لقرار بولندا بناء جدار على حدودها مع بيلاروسيا، مشدداً أنه “لا يمكننا انتقادها… على حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي”. وتابع “ليس باستخدام الأسلحة النارية بالطبع، ولكن بوسائل أخرى متاحة”.
اقرأ/ي أيضاً: ألمانيا: العثور على مهاجر عراقي ميتاً قرب الحدود الألمانية البولندية
كما حذر رئيس الوزراء البولندي ماتوش مورافيتسكي، اليوم الثلاثاء 9 تشرين الثاني/ نوفمبر، من أن الموجة غير المسبوقة من المهاجرين الذي يحاولون دخول بولندا بصورة غير قانونية من بيلاروسيا تهدد أمن الاتحاد الأوروبي برمته. وكتب مورافيتسكي في تغريدة أن “إغلاق الحدود البولندية من مصلحتنا الوطنية، لكن استقرار وأمن الاتحاد الأوروبي برمته هو اليوم على المحك”. وأكد أن “هذا الهجوم الهجين من نظام (الرئيس البيلاروسي ألكسندر) لوكاشنكو يستهدفنا جميعاً. لن نرضخ للتخويف وسندافع عن السلام في أوروبا مع شركائنا من الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي”.
المفوضية ترد على الطلب البولندي – الألماني
في المقابل ردّت المفوضية الأوروبية على الطلب البولندي – الألماني معربة بأن وكالة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي (فرونتيكس) ووكالة اللجوء (إيسو) ووكالة الشرطة (يوروبول) مستعدة جميعها للمساعدة في تسجيل المهاجرين ومعالجة طلبات اللجوء والمساعدة في مكافحة التهريب، لكن “على بولندا طلب المساعدة”.
في ذات الوقت وعلى ضوء هذه التطورات، يعتزم التكتل فرض عقوبات إضافية على بيلاروسيا. وطالبت رئيسة المفوضية الأوروبية “فون دير لاين” مساء الاثنين بيلاروسيا على التوقف على ما أسمته “الاستغلال المتبلد للمهاجرين”، وأضافت: “أطالب الدول الأعضاء بالموافقة على قاعدة العقوبات الموسعة ضد السلطات البيلاروسية المسؤولة عن هذا الهجوم الهجين”.
صراع سياسي بين لوكاشينكو والاتحاد الأوروبي
وبات اللاجئون الذين يبحثون عن طريق للوصول إلى أوروبا، في صلب صراع سياسي بين الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو والاتحاد الأوروبي.
وردّاً على العقوبات الأوروبية التي فرضت على بلاده، أعلن لوكاشينكو في أيار/ أبريل الماضي أنه لن يعد يعمل على منع الأشخاص من شقّ طريقهم إلى الغرب بحثاً عن حياة أفضل. تلا ذلك تسهيلات في تأشيرات منحت لمواطني دول من خارج الاتحاد الأوروبي.
ويواجه اليوم لوكاشينكو انتقادا دوليا لسماحه للمهاجرين القادمين من مناطق الأزمات بالوصول جوّاً إلى بلاده ثم يتم نقلهم إلى حدود الاتحاد الأوروبي. وبالفعل شهدت ألمانيا زيادة حادّة في أعداد المهاجرين الآتين من بيلاروسيا عبر جارتها بولندا، وقد بلغ عددهم الشهر الماضي نحو 5 آلاف مهاجر. وسبق لمجموعة ضمت أكثر من 1200 شخص أن اجتازت الحدود الألمانية البولندية الشهر الماضي.
المصدر: أ ف ب، د ب أ، رويترز