بكلمات اختلطت فيها مشاعر الفخر بالفرح روت الباحثة السورية جومانة الأسعد، الصعوبات التي واجهتها بتمويل دراستها بعد وصولها إلى ألمانيا كطالبة قبل عامين، وكيف واجهتها بالالتحاق بأعمال صعبة، وتجاوزها لهذه المرحلة بحصولها على منحة ممولة لدراسة الماجستير بالآثار من الهيئة الألمانية للتبادل العلمي (داد).
ووجد تعبير جومانة عن تطلعها لتطبيق خلاصة دراستها عملياً بإصلاح ما دمرته الحرب من آثار بلدها بعد استقرارها، تصفيقاً من وزراء ألمان ورؤساء جامعات ومراكز بحثية ألمانية، ومن زملائها السوريين ممن شاركوا باحتفال أقيم الخميس والجمعة بالعاصمة الألمانية لتخريج الدفعة الأولى من الطلاب السوريين بمنح الدراسات العليا بالجامعات الألمانية.
وقالت المتخرجة الشابة القادمة من مدينة حلب – للجزيرة نت- إن تخصص أطروحتها للماجستير بالآثار العراقية أتاح لها خبرة عملية من خلال مشاركتها ببرنامج للتنقيب عن الآثار بشمالي العراق، وأوضحت أنها تتطلع لنيل درجتي الدكتوراه والأستاذية، والعمل بمرحلة تالية لتطبيق كل ما ستتعلمه بإعادة أثار بلدها المدمرة.
تفوق مستمر
وبكلمات لا تخلو من زهو، يحكي الباحث السوري سامر كرم، كيف تنافست مراكز بحثية أوروبية على تقديم منحة له لدراسة الدكتوراه فيها، بعد تفوقه ضمن أفضل خمسة طلاب ماجستير بهندسة صور الأبعاد والإحداثيات بجامعة شتوتغارت الألمانية.
وقال للجزيرة نت إنه حاز المرتبة الأولى بين خريجي قسم الهندسة المدنية بجامعة حلب التي عمل بها معيداً قبل مغادرته إلى تركيا جراء تفجر الأوضاع بسوريا.
وأوضح كرم أنه تخصص بمنحة الدكتوراه التي حصل عليها من هيئة “داد” بعمل نماذج ثلاثية الأبعاد للمباني من بيانات ماسح ليزري محمول على طائرة.
ولم تختلف تجربة أحمد غريب المهندس المدني القادم من مدينة إدلب عن زميليه جومانة وسامر، حيث حصل من خلال برنامج المنح الألمانية على الماجستير بتخطيط وتطوير المدن.
وروى غريب للجزيرة نت أن مشروع أطروحته ركز على تطوير مدينة خارجة من الحرب، وأنه يعتزم تنفيذه بمدينة أعزاز السورية بمشاركة مكتب هندسي ألماني.
وتشابهت تجربة أحمد وزميليه سامر وجومانة مع خبرات وتطلعات 221 طالباً سورياً شاركوا بحفل تخرج الدفعة الأولى من برنامج منح الدراسات العليا بالجامعات الألمانية.
وقالت البروفسورة مارغريت فنترمنتل رئيسة الهيئة الألمانية للتبادل العلمي (داد) إن تقدم أكثر من خمسة آلاف دارس سوري لهذا البرنامج الذي أعدته هيئتها، يعكس ما حققه من نجاح وإقبال كبيرين.
وأوضحت البروفسورة في حديث للجزيرة نت أن برنامج المنح بلغت تكلفته 18.3 مليون يورو مولتها الخارجية الألمانية وحكومة ولاية شمالي الراين، وبلغت نسبة الإناث السوريات المشاركات فيه 40%، وتضمن برنامجاً موازياً للتخصصات العلمية، تركز حول سيادة القانون والديمقراطية والتسامح والقبول بالتعددية واختلاف الآراء.
وأشارت فنترمنتل إلى أن البرنامج يهدف لعكس صورة معبرة عن ألمانيا كمجتمع منفتح وديمقراطية حية ودولة لها تصورات قيمية للتعليم تتعدى القدرات التخصصية التقليدية، إلى التأهيل الإيجابي الشخصي للدارسين.
إعطاء الأمل
ومن جانبه، أشار وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى أن مساهمة وزارته بإطلاق برنامج المنح الدراسية عام 2015 استهدف إعطاء أمل وأفق جديدين للأجيال السورية الشابة لمواجهة ما مرت به من فظائع، والحيلولة دون فقد أجيال سورية جديدة، ولفت إلى وجود 25 ألف طالب ودارس سوري بالجامعات الألمانية يحظون بدعم حكومي.
وأكد ماس عزم الحكومة الألمانية على بذل كل ما بوسعها مع شركائها بالمجتمع الدولي للوصول إلى حل سياسي في سوريا بإطار الأمم المتحدة.
وأشارت أنيته شتورسبيرغ وزيرة الدولة للبحث العلمي بحكومة ولاية شمالي الراين إلى دراسة 1,500 طالب سوري بجامعات ولايتها التي استقبلت أكثر من 300 ألف لاجئ سوري منذ عام 2015، ولفتت إلى أن حكومة الولاية خصصت مبلغ 30 مليون يورو لدعم هؤلاء الدارسين لأسباب إنسانية ولحاجتها المتزايدة إلى قوى عاملة مؤهلة.
المصدر : الجزيرة
اقرأ أيضاً: