رويترز. وقع أكثر من خمسين دبلوماسيًا في وزارة الخارجية الأمريكية، على مذكرة داخلية تنتقد بشدة سياسة الولايات المتحدة في سوريا، وتطالب بضربات عسكرية ضد حكومة بشار الأسد، لوقف انتهاكاتها المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار في الحرب الأهلية الدائرة هناك.
ووقع المذكرة 51 مسؤولاً من وزارة الخارجية الأمريكية من المستوى المتوسط إلى المرتفع، شاركوا في تقديم النصح بشأن سياسة الإدارة الأمريكية تجاه سوريا. وكانت صحيفة وول ستريت جورنال أول من ذكرت ذلك.
وقالت الصحيفة نقلا عن نسخ من المذكرة اطلعت عليها، إن المذكرة تدعو إلى تنفيذ “ضربات عسكرية موجهة” ضد الحكومة السورية، في ضوء الانهيار شبه التام لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في وقتٍ سابق هذا العام.
وستمثل أي ضربات عسكرية ضد حكومة الأسد، تحولاً كبيرًا في سياسة إدارة أوباما منذ وقت طويل، بعدم الانحياز إلى أي طرف في الحرب الأهلية السورية.
البيت الأبيض لن يغير سياسته
وقال مسؤول أمريكي لم يوقع على المذكرة لكنه اطلع عليها، إن البيت الأبيض ما زال يعارض أي تدخل عسكري على نحوٍ أعمق في الصراع السوري. وأضاف المسؤول لرويترز أن المذكرة لن تغير هذا الموقف على الأرجح، ولن تحول تركيز أوباما عن الحرب ضد التهديد المستمر والمتزايد الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال مسؤول ثان قرأ المذكرة، إنها تعبر عن وجهة نظر المسؤولين الأمريكيين الذين يعملون بشأن الملف السوري، ويعتقدون أن سياسة إدارة أوباما غير فعالة.
وقال المصدر الثاني الذي طلب عدم نشر اسمه، “باختصار تود المجموعة طرح خيار عسكري ليضع بعض الضغط …على النظام (السوري).”
وفي حين أن المذكرات من هذا النوع معتادة فإن عدد الموقعين عليها كبيرٌ للغاية.
وقال روبرت فورد الذي استقال عام 2014 من منصبه كسفير للولايات المتحدة في سويا بسبب خلافات سياسية، ويعمل الأن في معهد الشرق الأوسط بواشنطن “هذا رقم كبير على نحو مثير للدهشة.”
وأضاف إنه على مدار السنوات الأربع الماضية، كان هناك حث على ممارسة مزيد من الضغوط على حكومة الأسد للقبول بالتفاوض لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا.
مطالبات مماثلة عام 2012
وأشار فورد إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تطالب فيها وزارة الخارجية الأمريكية بانتهاج سياسة أكثر فعالية تجاه سوريا. ففي صيف 2012 اقترحت وزيرة الخارجية الأمريكية انذاك هيلاري كلينتون تسليح وتدريب المعارضين للأسد، لكن الخطة التي أيدها مسؤولون آخرون بالإدارة رفضها الرئيس باراك أوباما ومساعدوه بالبيت الأبيض.
وبحثت المذكرة إمكانية شن ضربات جوية لكنها لم تشر إلى نشر المزيد من القوات الأمريكية على الأرض في سوريا. ومن المعتقد أن للولايات المتحدة نحو 300 فرد من القوات الخاصة في سوريا، ينفذون مهامًا ضد تنظيم الدولة الإسلامية لكنهم لا يستهدفون حكومة الأسد.
وقال مدير المخابرات المركزية الأمريكية جون برينان أمام جلسة للكونجرس يوم الخميس، إن الأسد بات في وضعٍ أقوى مما كان عليه قبل عام بفضل الضربات الجوية الروسية ضد المعارضة المعتدلة.
وقال أيضًا إن قدرات تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي وقدرته على شن هجمات في أنحاء العالم لم تتقلص.