في علم الرياضة يلعب العامل الذهني والنفسي أو ما يُسمى “المينتاليتي” دوراً كبيراً في عملية حسم الكثير من الألقاب والمباريات، علم بسيط وتفصيل بالرغم من إغفاله لدى البعض إلا أنه فعّال بشكل واضح.
في مونديال 2014 توقّع الجميع منذ البداية أن ألمانيا ستكون طرفاً في النهائي إن لم تحقق اللقب، نظرية بناها المتابعون لما قدّمته الماكينات من أداء جماعي مع قوّة ذهنية حاضرة، خاصة بعد اكتساحها للبرازيل في النصف النهائي بقي معسكر المنتخب محافظاً على هدوئه وعقلية الانتصار دون أي شيء آخر، ليذهب إلى النهائي ومواجهة أرجنتين ميسي واللعب معها على أساس الجماعية ونسيان سباعية البرازيل، واللعب على 120 دقيقة حسمها هدف ماريو غوتزه في الأشواط الإضافية، عقلية وذهنية لا يتمتع بها إلا الألمان في عالم كرة القدم.
نفس المشهد تكرر بعد ستة سنوات هذه المرّة مع بايرن ميونيخ، الفريق الجماعي والقوي والشرس هجومياً، اكتسح برشلونة بثمانية أهداف وهزّ شخصية وتاريخ وكيان النادي الكتالوني، وبالرغم من ذلك لم يستغلّ لاعبوه الموقف بفرد بعض العضلات، بقوا بكامل تركيزهم لما تبقى من مباريات لهذه البطولة، استمرّوا بالعمل ومواصلة الجهد، لا يهم من يلعب الجميع لديهم أدوار كما راهن فليك بورقة كومان على حساب بيرزيتش، الكل يمارس الضغط الشرس والقتالية حتى الرمق الأخير، جسده كيميتش في النهائي أمام باريس، بقتاليته على كرة كانت ذاهبة لخارج الملعب “في منتصف الميدان” لحق بها ومررها للأمام لزيادة الضغط على مواقع الفريق الفرنسي، قتالية وإيمان بالفوز تمتّع بها مانويل نوير الذي كان سدّاً منيعاً وأعطى الثقة لرفاقه خاصة في خط الدفاع بالرغم من مواجهة أقوى خط هجومي بقيادة نيمار ومبابي، ومع كل كرة يصدّها نوير يتغلّب اليأس على لاعبي باريس، مولر الذي لم يتوقّف عن الجري والضغط في ملعب الخصم.
في المباريات الحسّاسة والبطولات الكبرى تلعب المينتالتي دوراً كبيراً، بايرن دخل اللقاء بخمس نجمات على قميصه، بينما كان دخول نيمار على الملعب مع مكبّر صوت وكأنه احتفل باللقب قبل بداية المباراة، اختلاف عقلية واضح حسم هذا اللقب، إنهم الألمان في عالم كرة القدم.
عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألماني
اقرأ/ي أيضاً:
جولين لوبيتيجي… عندما تعطيك كرة القدم فرصة
علاقة ميسي وبرشلونة.. قصة دراماتيكية في فصلها الأخير
في برشلونة.. ثورة كتالونيا الرياضية هي الحل
باريس سان جيرمان لايبزيغ.. المباريات الكبرى لها أهلها