شهدت ألمانيا وأوروبا عموماً في السنوات الأخيرة حركة هجرة قوية، والتي من المرجح أن تستمر على مدى الأعوام القليلة المقبلة. وهو الأمر الذي أعاد موضوع الاندماج الحقيقي للمواطنين الجدد في المجتمع الألماني، ليكون محور الأنشطة الاجتماعية في البلاد.
وقد تبين أن العيب الرئيسي في معالجة هذا القضية، يكمن في أن ألمانيا وأوروبا لم يكونوا أو بالأحرى ما زالوا غير مستعدين للتعامل مع موجة الهجرة تلك، وهذا النقص في الجاهزية يشمل جميع نواحي الحياة تقريباً، السياسية منها والاجتماعية وكذلك ما يتعلق بسوق الإسكان والنظام التعليمي وتهيئة الرأي العام، بالإضافة إلى قلة المعرفة بنمط حياة المهاجرين ومعتقداتهم وعاداتهم.
ينصب التركيز حالياً على كيفية دمج القادمين الجدد بشكل أفضل، إلا أن هناك نقص كبير في إمكانيات الدولة في هذا المجال، فألمانيا لا تمتلك وصفة جاهزة وفعالة للاندماج الناجح.
إن الآلية التي يمكن من خلالها نجاح الاندماج، تتطلب في المقام الأول توفر معلومات كافية حول مجموعات المهاجرين المختلفة. فما هي الاحتياجات الفعلية للقادمين الجدد، وكيف نستطيع أن نؤمن لهم موطناً جديداً في ألمانيا بأفضل الطرق الممكنة؟ كما أن علينا العمل مع عدد كبير من مجموعات المهاجرين المتباينة في ألمانيا، حيث تأتي كل مجموعة من خلفية مختلفة تماماً عن الأخرى، والتعامل مع هذا الوضع بشكل مناسب يتطلب خبرة كبيرة، لا نمتلكها حتى الآن.
وفي هذا السياق تم إطلاق مشروع بحثي متميز في برلين، بعنوان “أبحاث سوق المهاجرين”، يهدف إلى التقليل من النقص المعرفي بأحوال المهاجرين المقيمين في ألمانيا، ويعتمد المشروع على جمع المعلومات والبيانات اللازمة عن طريق الانترنت. ولهذا من المقرر إجراء استطلاع عبر الإنترنت لآراء المهاجرين القاطنين في ألمانيا وكذلك في أوروبا.
وفي الوقت الحالي نحدد بصدد إجراء استبيان تجريبي باللغة العربية لآراء المهاجرين المقيمين في ألمانيا منذ فترة طويلة أو القادمين الجدد أو حتى المواطنين الذين يتحدثون اللغة العربية، وسنقدم مكافأة صغيرة للمشاركين في الاستطلاع الأول وهي عبارة عن قسيمة بقيمة 10 يورو على الهاتف المحمول.
وتعتبر هذه الخدمة جديدة ومبتكرة، حيث لا يوجد حالياً في ألمانيا وأوروبا أي جهة متخصصة، تعتمد على الهاتف المحمول لجمع آراء المهاجرين عبر الإنترنت والقيام بأبحاث حول قضايا الهجرة.
ومن خلال هذا الاستبيان يسعى مشروع “أبحاث سوق المهاجرين” للحصول على معلومات صحيحة، في مجال السياسة والصناعة والعديد من القضايا التي تؤثر على موضوع الهجرة، كما يهدف المشروع لسد الفجوة المعرفية بشؤون المهاجرين.
هل تريد أن تساعدنا على تحقيق ذلك؟ إذاً كن من أوائل المشاركين واملأ الاستبيان الأول.
من خلال هذا الرابط يمكنكم المشاركة في الاستبيان: https://bit.ly/2P73oe2
اقرأ/ي أيضاً: