ارتفع عدد الجرائم ذات الدوافع السياسية في ألمانيا بشكل ملحوظ في العام الماضي. وصلت الجريمة ذات الخلفية اللا سامية إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2001.
حصل ارتفاع قياسي للجرائم ذات الدوافع السياسية و الجرائم المعادية للسامية في ألمانيا حيث سجلت السلطات الأمنية ما مجموعه 41777 جريمة ذات دوافع سياسية في عام 2019. وهذه زيادة بنسبة 14 في المائة مقارنةً بالعام السابق وثاني أعلى رقم منذ بدء تسجيل هذه الأنواع من الأرقام في عام 2001. وزير الداخلية هورست زيهوفر قال عندما قدم الأرقام في برلين إنه “قلق للغاية”.
وانخفضت حالات العنف ذات الدوافع السياسية بنسبة 16 بالمائة تقريبًا لتصل إلى 2،832 حالة. وصف زيهوفر هذا الخبر بالسار، لكنه قال إنه يجب توخي الحذر تجاه الجناة المحتملين بين المتطرفين اليمينيين. والذين يشكلون أكبر تهديد.
وذكر زيهوفر إن أكثر من نصف جميع الجرائم ذات الدوافع السياسية في عام 2019 ارتكبها أعضاء من اليمين المتطرف. وقد تراوحت بين الإهانة والاعتداء والحرق العمد وحتى القتل. وقد سُجلت زيادة تزيد على تسعة بالمائة لهذه الأنواع من الجرائم.
جرائم الدعاية (البروباغندا Propaganda)
ووفقًا للوزير زيهوفر، فإن الجرائم العنيفة شكلت 4.4 في المائة من الحالات المرتبطة بيمينيين متطرفين. وانخفضت بنسبة 15.9 في المائة مقارنة بعام 2018. ما يقرب من ثلثي الجرائم التي يرتكبها المتطرفون اليمينيون كانت تسمى “جرائم الدعاية” مثل استخدام الرموز المعادية للدستور.
قال زيهوفر إن علماء الفيروسات والسياسيين تلقوا تهديدات بالقتل هذا العام 2020 بسبب قيود كورونا. أحدث مثال هو كارل لوترباخ، خبير صحة ونائب. ولكن أيضاً هورست زيهوفر تلقى تهديدات بالقتل. وكذلك فعل وزراء الداخلية في الولايات الاتحادية الألمانية.
المزيد من الجرائم اللا سامية
من بين الجرائم ذات الخلفية اللا سامية المسجلة في الإحصائيات، 93.4 في المائة لديهم خلفية يمينية متطرفة. مع تسجيل حوالي 2000 جريمة، وصلت هذه الأنواع من الجرائم إلى أعلى مستوى لها في 19 عامًا. وقال الوزير هورست زيهوفر إن عدد الحالات زاد بنسبة 13 في المائة عام 2019، مقارنة بعام 2018.
وعلق المجلس المركزي لليهود في ألمانيا على هذا التطور في الجرائم المعادية للسامية في ألمانيا. قال رئيسه جوزيف شوستر أن معاداة السامية أصبحت شائعة ضد اليهود في ألمانيا. “الكراهية غير المقيدة تضربنا، خاصة على الإنترنت. وذكر شوستر أن رفض اليهود يمثل أيضاً مشكلة كبيرة في الشارع والمدارس. “لسوء الحظ، فإن أزمة كورونا لها تأثير مكثف.”
درب الدم الطويل
“إن مؤيدي نظريات المؤامرة والمعارضين للتدابير ضد جائحة كورونا لا يخجلون حتى من إعادة نسب المحرقة. وطالب شوستر بضرورة إيلاء اهتمام خاص لتزايد التطرف اليميني. وفي بيان صدر اليوم، دعا السياسيين، والقضاء، والمجتمع المدني إلى تصعيد المعركة ضد التطرف اليميني وجميع أنواع الكراهية تجاه اليهود، بما في ذلك معاداة السامية المرتبطة بإسرائيل.
وتحدث وزير الداخلية زيهوفر عن “درب دم طويل” للتطرف اليميني. وقال إن الجرائم المعادية للإسلام زادت أيضاً بنسبة أربعة بالمائة إلى 950 حالة. جاء الجناة بشكل رئيسي من المشهد اليميني في هذه القضية أيضاً.
جرائم اليسار الراديكالي
قد لا يكون اليسار الراديكالي بنفس خطورة المتطرفين اليمينيين، لكن جرائمهم تتزايد أيضاً. وذكر زيهوفر أنه كانت هناك 9849 مخالفة من هذا النوع العام الماضي، وهي زيادة بأكثر من 23 في المائة.
الأرقام المتعلقة بالجرائم ذات الدوافع السياسية التي قدمها زيهوفر في برلين تسمى الإحصاءات الأولية، مما يعني أن الجرائم تم تسجيلها عند الشك الأول. الحالات التي لم يتم تأكيد الدافع السياسي في التحقيقات اللاحقة، لم تسجل في هذه الإحصاءات.
فيما يتعلق العدد الإجمالي للجرائم في ألمانيا، كان هناك انخفاض بنسبة 2.1 في المئة. تم احتساب ما مجموعه 5.4 مليون جريمة. كانت النسبة المئوية للحالات التي تم حلها العام الماضي أكثر بقليل من 56 بالمائة. في حين حققت السلطات في بافاريا أعلى نسبة نجاح، 65 في المائة، بلغت برلين 43.8 في المائة فقط. لكن زيهوفر اعترف أنه في ولايات المدن مثل برلين، عادة ما تكون النسبة المئوية للحالات التي تم حلها أقل.
المصدر. berlinspectator للاطلاع على المصدر الأساسي اضغط هنا
اقرأ/ي أيضاً:
الزاوية القانونية: معاداة السامية في ألمانيا، نظرة على مواد الدستور وقانون العقوبات الألماني
حرق الأعلام في ألمانيا.. جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن لمدة تصل إلى 3 سنوات
الرئيس الألماني يزور كنيس مدينة هاله ويدعو إلى التضامن مع المواطنين اليهود