عبد الرزاق حمدون*
داخل أرجاء الإقليم الكتالوني ينسب جمهور برشلونة إيسكو إليهم، وكأنه ابنهم الهارب من أسوار أكاديمية اللاماسيا واسمه يصدح دائماً في نقاشاتهم حول مستقبل النادي، لما يمتلكه من خواص ومهارات وإمكانيات تشبه العديد من أساطير برشلونة وفي مقدمتهم إنييستا.
قدّم إيسكو في ودّية إسبانيا والأرجنتين الأخيرة واحدة من أجمل مبارياته هذا الموسم إن لم تكن الأفضل، صال وجال فيها ورشّ بريقه السحري الممزوج بين شخصيته المهارية وفكره الإبداعي المشابه لنجوم كُثر أبرزهم انييستا. وقّع على هاتريك كـتتويج لمستواه في تلك الأمسية، وسدّد في 5 مناسبات ضمن الخشبات ولمس الكرة 62 مرّة خلال 75 دقيقة لعبها وجاء بالكثير من الحلول الفردية، ووصلت نسبة دقة تمريراته إلى 95%.
لو عدنا إلى “الكامب نو” وأجرينا رحلة في ثناياه، سنلمس شعور الحزن على قرب الفراق بين الجماهير وكابتن الفريق أندريس إنييستا. ملامح الخوف ترتسم على مُحيّا العشّاق لما سيؤول إليه حال الفريق لو غادر اللاعب “رقم 8″، لذلك دائماً ما تراهم يتحدّثون عن خليفته في النادي وهناك اسمٌ واحد هو فرانشيسكو إيسكو متوسط ميدان الغريم ريال مدريد.
نجم ريال مدريد لا يحظى بالوقت الكافي مع كتيبة الفرنسي زيدان وهذا ما يجعله يفكّر جدّياً بالخروج من البرنابيو وأفضل بيئة ليظهر فيها نجم ملقا السابق موجودة في إقليم كتالونيا. ضمن الحلول التكتيكية التي يمتاز بها برشلونة مع فالفيردي فإن إيسكو يستطيع اللعب في 4-3-3 و 4-4-2، بل قادر على إعطاء حلول لمدرّبه لقدرته على اللعب خلف المهاجمين في 4-4-2 “دياموند”. أرقام اللاعب الإسباني الوسيم مع الريال توحي على نزعته الهجومية، حيث في سجلّه 5 أهداف في الليغا ومثلهم في صناعة الأهداف خلال 25 مباراة لعبها بين أساسي وبديل.
ربما هناك الكثير من الوقت للتحدث عن ميركاتو الصيف القادم خاصّة بتواجد المونديال الروسي والذي يركز عليه جميع اللاعبين، إلا أن إيسكو يبقى الحل الأمثل لمشكلة البيت البرشلوني حالياً ومستقبلاً، لكن مع تواجده في الغريم ريال مدريد يبقى حال لسان جماهير برشلونة “كيف السبيل إلى لقائك دُلني”.