أعلنت السلطات الإسرائيلية اليوم الخميس قرارًا بتجميد 83 ألف تصريح لفلسطينيين من الضفة الغربية لدخول أراضيها خلال شهر رمضان خاصة التصاريح المخصصة للزيارات العائلية، وذلك في أعقاب الهجوم بتل أبيب ليل الأربعاء.
وكلك الأمر في قطاع غزة حيث تم تجميد التسهيلات لمئات السكان فيما يخص زيارة الأقارب أو الصلاة في القدس.
وجاءت هذه الإجراءات بعد أن فتح فلسطينيان النار مساء الأربعاء عشوائيًا في حي للمطاعم والحانات في تل أبيب، مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة ستة آخرين في إحدى أعنف الهجمات التي ينفذها فلسطينيون منذ بدء موجة العنف في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وأشاد الناطق باسم حركة حماس حسام بدران بالعملية التي قال إنها أولى مفاجآت شهر رمضان. قائلاً أن “بطولة منفذي العملية” “كسرت هيبة منظومة الأمن الإسرائيلية” حيث تمكن منفذوها من الوصول إلى الداخل الإسرائيلي قادمين من الضفة المحتلة، وتنفيذ العملية قرب وزارة الدفاع الإسرائيلية. مما يدل على فشل كافة إجراءات الاحتلال الرامية إلى وأد الانتفاضة وقتل روح المقاومة في شبابها على حد قوله.
أما حركة فتح التي تقود السلطة الوطنية فقد قالت في بيان صادر عن مفوضية التعبئة والتنظيم، إن عملية تل أبيب هي “رد فعل فردي وتلقائي وطبيعي لواقع خيار القوة الذي تتبناه إسرائيل وارتفاع وتيرة الانتهاكات الاحتلالية” متهمًا إسرائيل بـ”الدفع باتجاه خيار العنف و سياسة هدم البيوت و التهجير القسري.. وقتل الفلسطينيتين بدم بارد على حواجزها.”
ومن جهته، رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تفقد موقع الهجوم ووصفه بأنه “جريمة قتل بدم بارد”. واجتمع نتنياهو مع وزراء بارزين ورؤساء الأجهزة الأمنية في مقر وزارة الدفاع بالقرب من موقع الهجوم في منطقة تجارية وترفيهية شهيرة.
وقال صباح اليوم الصحفيين “أجرينا مناقشة بشأن سلسلة الاجراءات الهجومية والدفاعية التي سننفذها للتصدي للظاهرة الخطيرة لإطلاقات النار. إنها بالتأكيد تشكل تحديا لنا لكننا سنقدم ردا.”
وفي واشنطن أدانت وزارة الخارجية الامريكية الهجوم “بأقوى العبارات الممكنة” قائلة في بيان “هذه الهجمات الجبانة ضد المدنيين الابرياء لا يمكن تبريرها مطلقا.”
واعتقلت الشرطة المسلحين اللذين قالت إنهما ينتميان لقرية “يطا” جنوبي الخليل بالضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل وإن أحدهما مصاب.
وأعلنت الحركة الإسلامية في “يطا” على موقعها على فيسبوك أسماء “المجاهدين” الذين نفذا الهجوم مشيرةً إلى أنهما من كوادر حركة حماس الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة، في حين لم تصدر حماس أي تعقيب رسمي حتى الآن.
وقالت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) إن القوات الاسرائيلية كثفت “إجراءاتها التعسفية” في محيط بلدة يطا، وأغلقت مداخلها، كما داهمت قوات الاحتلال مناطق الكرمل وخلة صالح والبركة وماعين شرق يطا ونشرت قواتها على المداخل وعطلت حركة تنقل المواطنين.
وعلى مدى الشهور الستة الماضية قتل مهاجمون فلسطينيون 31 إسرائيليا وأمريكيين اثنين بينما قتلت القوات الإسرائيلية 196 فلسطينيا على الأقل بينهم 134 تقول إسرائيل إنهم نفذوا هجمات فيما قتل الآخرون في اشتباكات واحتجاجات