عبد الرزاق حمدون*
الظهور بشكلٍ جيّد في كأس العالم لا يعني أنك الأفضل دائماً، فالفوز ببطولة مثلها يعني الاعتماد على خبرتك في مواعيد مشابهة لها، على الطرف الآخر خروجك من نفس المسابقة ليس مقياساً على ضعف أدائك، لذا كان “نسيان المونديال” العنوان الأبرز لمواجهة إسبانيا وكرواتيا.
يعتبر لويس انريكي أحد أكثر المحظوظين حالياً في إسبانيا، فهو الذي أشرف على تدريب نادي برشلونة بنجومه وحقق معه الكثير من الألقاب، ليستلم الآن منتخب إسبانيا الذي يشكل نادي ريال مدريد نسبة كبيرة من لاعبيه، أسماء حققت كل شيء مع زيدان.
اكتسح الإسبان ضيوفهم الكروات في كل شيء بل أعادوهم لحجمهم الطبيعي، وذلك بفضل الأداء القوي لزملاء مودريتش في الريال عبر تسجيل “أسينسيو وايسكو وراموس ومساهمة كارفخال بصناعة الهدف الأول”.
لم يكن صعباً على اللوتشو تطبيق أفكاره، لامتلاكه عناصر مرنة تكتيكياً ومهارياً مع كرة أو بدون كرة، لتظهر كفاءة اللاعب الإسباني أوروبياً. أن تنقل طريقتك في اللعب خلال دقائق قليلة من الشوط الأول هذا هو الامتياز. في لحظة كانت إسبانيا تحت الضغط وفجأة أصبح ملعب الكروات مكشوفاً بالاعتماد على الكرات الطولية وعودة لاعبي وسط قادرين على صنع الفارق مثل ايسكو و أسينسيو، لنرى كوارث دفاعية في كرواتيا ولتنتهي المباراة بفوز عريض للإسبان بنتيجة 6-0.
عندما نتحدث عن إسبانيا لا بد أن نسلط الضوء على ثنائية “ايسكو وأسينسيو” المدعومة ب “ساؤول”. ثلاثي يذكرنا بسطوة “تشافي انييستا وسيلفا” على وسط الميدان، فثنائية لاعبي الريال تعيد لنا ذكرى نجمي برشلونة.
بانتصارها على انكلترا وكرواتيا وتصدرها لمشهد المجموعة الرابعة (المستوى الأول) من دوري الأمم الأوروبية، تجاوزت إسبانيا نكسة المونديال “المفتعلة” وبدأت ملامح البطل العائد بالظهور.
*عبد الرزاق حمدون – صحفي رياضي مقيم في ألمانيا