خرج أربعمئة من مقاتلي المعارضة المسلحة وأسرهم كدفعة أولى من داريا في ريف دمشق، باتجاه مدينة إدلب شمال سوريا، عبر مناطق سيطرة النظام في ريف دمشق. وذلك بعد خروج دفعتين من المدنيين نحو منطقتي الكسوة وقدسيا الخاضعتين لسيطرة النظام، بينما طالبت الأمم المتحدة كلاً من روسيا والولايات المتحدة بضمان سلامتهم.
وتم نقل المدنيين من داريا إلى مراكز إيواء في الكسوة، عبر حافلات تابعة للهلال الأحمر السوري، حيث اشترط النظام السوري على الأهالي عدم حمل أي شيء من مقتنياتهم الشخصية. وخرج المواطنون من منازلهم بالدموع بعد أربع سنوات من الحصار والجوع والقصف المتواصل.
وسيمر خط سير مقاتلي المعارضة المسلحة عبر مناطق سيطرة النظام وصولاً إلى منطقة قلعة المضيق، حيث سيتم نقلهم من هناك إلى مناطق خاضعة للمعارضة بعد منتصف هذه الليلة، ليتابعوا طريقهم إلى إدلب. داريا ستكون خالية من المسلحين الذين سيتركون أسلحتهم في المدينة.
تخوف أممي ومطالب بحمايتهم
وفي الأثناء، طالب دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا كلاً من روسيا وأميركا بضمان عدم ارتكاب أي جرائم حرب أو انتهاكات لحقوق الإنسان خلال إخلاء داريا أو بعده، مؤكدا أن “العالم يراقب الوضع”.
وشكلت مأساة المدنيين في داريا والمناطق المحاصرة الأخرى مصدر قلق منذ فترة طويلة للأمم المتحدة التي نددت باستخدام طرفي الصراع التجويع كسلاح.
لكن الطرفين لم يستشيرا الأمم المتحدة بشأن خطة الإجلاء من داريا، وعبّر مبعوث المنظمة الدولية الخاص للسلام في سوريا ستافان دي ميستورا ومنسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبرين عن قلقهما العميق بشأن الخطة اليوم الجمعة.
وقالا إن إجلاء المدنيين يجب ألا يتم إلا بعد ضمان سلامتهم وبشكل طوعي.