اعتقلت الشرطة الألمانية ستة رجال للاشتباه بانتمائهم لجماعة يمينية “إرهابية” اطلق على نفسها “ثورة كيمنتس” هاجمت أجانب في المدينة، فيما تحدث الادعاء العام عن إحباط “مخطط إرهابي” يستهدف سياسيين في يوم الوحدة الألمانية.
قال مكتب المدعي الاتحادي في ألمانيا إن الشرطة ألقت القبض على ستة رجال يوم الاثنين (الأول من أكتوبر/ تشرين أول 2018) للاشتباه في تشكيلهم منظمة يمينية متطرفة هاجمت أجانب في مدينة كيمنتس بشرق البلاد وخططت لهجمات على سياسيين وموظفين في الحكومة. وأضاف المكتب أن نحو 100 من رجال الشرطة ترافقهم وحدات من القوات الخاصة ألقت القبض على ستة مشتبه بهم تتراوح أعمارهم بين 28 و30 عاماً بناء على طلب اعتقال أصدرته محكمة العدل الاتحادية يوم 28 سبتمبر/ أيلول.
وأطلقت المجموعة نفسها تسمية “ثورة كيمنتس”، وكانت على اتصال بشخص يدعى كريستيان ك. (31 عاماً)، كان الادعاء العام في
كيمنتس ألقى القبض عليه في 14 أيلول/سبتمبر الماضي بتهمة تكدير السلم العام، ويقبع المتهم في السجن على ذمة التحقيق منذ ذلك الحين.
إحباط مخطط
وقال الادعاء العام في بيان إن الجماعة “هدفها شن هجمات عنيفة ومسلحة ضد أجانب وأشخاص لديهم آراء سياسية مختلفة”. وأضافت أن بين الأهداف ممثلين من مختلف الأحزاب السياسية وأعضاء في المؤسسات الاقتصادية. وأشار إلى أن الجماعة تخطط على ما يبدو لشن هجوم أثناء احتفالات يوم الوحدة الألمانية الأربعاء.
كما كشف تقرير لصحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” الألمانية أن المجموعة كانت “تخطط لنشر الإرهاب في ألمانيا على نحو أكبر مما فعلته شبكة “إن إس يو” اليمينية المتطرفة”، وذكرت الصحيفة الألمانية اليوم الاثنين أن المجموعة اليمينية المتطرفة المكونة من سبعة أفراد كانت تخطط لهجمات عنيفة على صحفيين أيضاً.
ولم تكشف السلطات عما إذا كان المشتبه بهم شاركوا في موجة المسيرات المعادية للأجانب التي اجتاحت المدينة في نهاية آب/ أغسطس عقب حادث طعن دام تردد أن أحد اللاجئين السوريين ارتكبه. إلا أن النيابة قالت إنه في 14 أيلول/ سبتمبر هاجم خمسة مشتبه بهم “مسلحون بالزجاجات وقفازات الحديد، وأجهزة الصدمة الكهربائية، العديد من السكان الأجانب وألحقوا بهم الضرر” في كيمنتس.
وأضاف أن “التحقيقات أظهرت أن الهجوم هو تجربة مسبقة لحدث كان أحد المتهمين يخطط للقيام به في الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر 2018”. ولا تزال الشرطة تحقق في هذه الخطة. وتم نشر أكثر من 100 رجل شرطة لتفيتش الشقق وغيرها من المرافق.
“الرسالة الواضحة”
وعقب هذه الاعتقالات، قال وزير الداخلية الألمانية هورست زيهوفر، على هامش اجتماع الحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا الذي يرأسه إن “خطر الإرهاب لا يزال عالياً في ألمانيا، ويعني ذلك أنه لابد من توقع شن هجوم في أي وقت”. وأشار إلى أنه مثلما يعد تراجع نسبة الجرائم بشكل عام في ألمانيا أمراً مفرحاً، يعد الخطر الإرهابي في البلاد أمراً مثيراً للقلق، وقال: “أقول منذ شهور إن هناك مستوى تهديد إرهابي عال بألمانيا”.
وأشاد زيهوفر بالاعتقالات، وقال: “يعد ذلك تحقيقاً لمبدئنا الأساسي، لا تسامح تجاه أي راديكاليين ومتشددين يمينيين، لذا من الصائب أن تتخذ الأوساط القضائية والشرطة الإجراءات بشكل حازم تماماً هنا”.
وأحجم زيهوفر عن الحديث عن خطط الهجوم المحتمل من جانب الرجال المعتقلين الذي كان ربما سيتم تنفيذه في الثالث من شهر تشرين أول/ أكتوبر الجاري، واكتفى بالرد على سؤال عن ذلك بقوله: “لا أود التحدث بشأن وضع التهديد بالتفصيل علناً، ولكنني اعتبر أنه من الصائب أن يتم اتخاذ إجراءات حازمة للغاية في هذا الشأن”.
بدوره قال وزير داخلية مقاطعة ساكسونيا “بهذه الاعتقالات والمداهمات نحن نبعث رسالة واضحة بأننا نراقب مثل هذه الكيانات اليمينية المتطرفة ونفككها مبكراً”. وأشارت وزيرة العدل الألمانية كاتارينا بيرلي إلى علاقة المشتبه بهم بمشاغبي كرة القدم وحليقي الرؤوس والنازيين الجدد، وحذرت من أن “الشبكة التي تخضع للتحقيق ليست لوحدها”.
المصدر: دويتشه فيلله – ي.ب/ ع.غ (أف ب، د ب أ)
اقرأ/ي أيضاً: