عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
هل تحوّل ملعب “الكامب نو” لمكان تُقتل فيه المواهب والأحلام؟
من كوتينو إلى غريزمان مع اختلاف الدرجات، فإن حالة الفرنسي حالياً تشبه ما مر به نظيره البرازيلي الذي عانى في برشلونة، وتعرّض لخيبة أمل أضعفت من شخصيته وأدخلته بدوّامة الشك الدائم، لنشاهد كوتينيو المهزوز يذرف الدموع مع كل هدف يسجله مع برشلونة.
يمكن للبعض أن يقول بأنه من الصعب الحكم على غريزمان من الآن، ولكن نفس الكلام قيل عن كوتينيو بنفس الفترة من العام الماضي. أخشى على “غريزو” من انتكاسة أكبر لأن الفرنسي يملك شخصية أقوى وقادر على الانسجام في حال تقديم المساعدة من رفاقه، لكن كيف سيكون الحال إذ لم يتلقى الدعم من زملائه؟
في وجه الملك
لا أحد يقف في وجه ميسي في برشلونة، لا أحد يتجرّأ على ذلك، الجميع يطلب الطاعة والرضى من الليو، وهذا ما فعله غريزو، لكنه ليس المُحبب لصاحب الرقم 10، الأسباب مجهولة وغير مفهومة حتى الآن، لكن الدلائل واضحة ولعلّ لقطة تسديدة ميسي خلال مباراة سلافيا براغ دليل على ذلك عدا عن قلّة التمريرات بينهما، الموضوع الذي كتبت عنه صحيفة “Marca” عندما عنونت “لا اتصال بين غريزمان وميسي”، وذكرت عدد التمريرات بينهما الذي وصل لأربع فقط خلال 90 دقيقة!
السبب نيمار!
في مقال نُشر مؤخراً على موقع صحيفة “ليكيب” الفرنسية، أشار الكاتب إلى أن سبب كره ميسي ل غريزمان يعود لقضية تفضيله على عودة نيمار “المحبب عند ميسي” الذي تجمعهما ذكريات جميلة في برشلونة، ومع قدوم غريزو أصبح الضحية الثانية خاصة وأنه يلعب بمركز ميسي نفسه، وهنا سندخل تكتيكياً.
أين المدرب مما يحدث؟
عنوان هذه الفقرة مضحك عزيزي القارئ، لأنه بكل بساطة لا يوجد مدرب على الدّكة في برشلونة، بل هو أشبه بدُمى الكاركوز المسيرة من قبل أشخاص لتنفذ ما يرغبون به.
على الورق تواجد غريزمان ضروري جداً في برشلونة، يمكن الاستفادة منه بديلاً لميسي أو سواريز في الكثير من المباريات والدقائق. لا يعتبر الفرنسي بهذا السوء فقد سجل 4 أهداف وصنع 3 مع برشلونة خلال 15 مباراة حتى الآن، وهو رقم يعطي شيئاً من التفاؤل لكن يحب مراعاة الفرنسي لتقديم الأكثر للفريق، الذي حلم منذ موسمين بالانتقال إليه.
حالة غريزمان أصعب من كوتينيو، وبحاجة كبيرة للمعالجة من قبل الجميع، الفرنسي قادر على تقديم الكثير، لكن لو بقي وحيداً سنكون شاهدين على قتل نجم جديد في الكامب نو.
اقرأ/ي أيضاً:
بيب غوارديولا.. رَجُل الأزمات لم يعد كذلك
في يوفنتوس.. سارّي ليس زيدان و رونالدو ليس ميسي!