في لقطة هدف ميسي الثالث، وقفت جماهير ريال بيتيس لتصفق للأرجنتيني في مشهدٍ غير مسبوق هناك في الأندلس، وقفت لجمالية الهدف وروعته وقفت لأنها كانت شاهدة على هاتريك جديد.
“ليونيل ميسي الأفضل، لقد شاهدت العديد من اللاعبين العمالقة في حياتي ولم أر مثله” هذه كانت كلمات كيكي ستين مدرب ريال بيتيس عقب الخسارة، كلام ليس بجديد عن أفضلية ميسي، ما يقدّمه في كرة قدم تجعله أعلى درجة عن البقية، استمتاعه بها يضيف جمالاً لها وكأنما مباريات برشلونة الأسبوعية مناسبة لمشاهدة شيء جديد من الليو، سحر جديد يضيفه أو إعجاز كروي يُسجل باسمه ليُعلي سقف المنافسة ويلغي المقارنة.
الكلام عن أرقامه في كل مباراة أصبح مكرراً فهو يفعل ذلك في كل مباراة، من دقة تمرير لصناعة الفرص لمرواغات ناجحة لصناعة الأهداف والتسجيل، الموضوع عند ميسي فاق التوقعات فهو دوماً يبحث عن الجديد كأنه ينافس ذاته ليصبح مع هدفه الأول أمام ريال بيتيس أكثر من يسجل ركلات حرّة هذا العام في الدوريات الكبرى في أوروبا وبرصيد 4 أهداف.
تحدّيات ميسي كثيرة فهو يسعى للكمال الكروي على المستوى الفردي، صاحب براءة الاختراع التهديفي في كرة القدم، في سجلّه الكثير من الأهداف الخرافية، لكن ما يميز بعضها عن الآخر هو درجة الصعوبة من زاوية التصويب إلى جهته وكم من مدافع ضرب وطريقة تسديده للكرة وكيف هزم حارس المرمى.
هدفه الثالث على ريال بيتيس كان عنواناً لهاتريك رقم 33 في فلك الليغا، ولأن ميسي دائماً ما يبحث عن التميّز أراد أن يختتم الهاتريك بطريقة إعجازية جعلت حارس بيتيس يقف مذهولاً بعد تلقّيه للهدف، راكيتيتش وجوردي ألبا لسان حالهما يقول هل هذا حقيقي!، لكن المشهد الأكثر صدقاً هو تصفيق جماهير بيتيس بالرغم من خسارة فريقهم، نظرات الاحترام لميسي كانت امتناناً منهم لوجبة كروية قدّمها لهم البولغا.
في مثل هذه المواعيد من كل موسم يدخل ميسي فترة سبات ناتجة عن الارهاق، لكن ما يقدّمه في كل أسبوع يدعي للتفاؤل لدى مشجعي برشلونة ويبقى التحدّي الأكبر هو تنفيذه للوعد في دوري الأبطال.
عبدالرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا