يستمر الجدل حول ضحايا فيروس كورونا في ألمانيا وفي دول أخرى، والسؤال هل ماتوا بسبب فيروس COVID-19، أم لأنهم مصابين بأمراض أخرى إضافةً إلى كورونا؟
أطباء وباحثون في ألمانيا ودول أخرى، بدأوا بنشر أبحاثهم حول أسباب وفاة ضحايا كورونا وما إذا كان الموت الحتمي هو نتيجة الإصابة بفيروس كورونا، أم لأن الضحية مصاب بأمراضٍ أخرى.
كلاوس بوشال، مدير معهد الطب الشرعي بجامعة المركز الطبي في ابندورف- هامبورغ يملك اليوم أكبر قاعدة معلومات، ويقول “يمكننا أن نتعلم من الموتى ما يساعد الأحياء”. مشيراً إلى أهمية تشريح جثث الضحايا لتحديد مسار المرض لاسيما إذا كان المرض جديداً، مع اعتبار احتياطات السلامة المطلوبة. وهو ما أكد عليه أيضاً نائب رئيس معهد روبرت كوخ لارس شاده.
ابتداء من 22 آذار/ مارس وصولاً إلى 11 نيسان/ أبريل، نفّذ كلاوس بوشال 65 عملية تشريح لرفاة متوفين بفيروسCOVID-19 : ستة وأربعون ممن جرى تشريح رفاتهم كانوا مصابين بأمراض الرئة قبل إصابتهم بالفيروس، و28 منهم كانوا يعانون من أمراض داخلية، أو من أمراض أصابت أعضاء مزروعة في أجسادهم.
10 من المتوفين كانوا يعانون من السكري ومن البدانة، عشرة غيرهم كانوا يعانون من السرطان، و16 منهم كانوا يعانون من الخرف (الزهايمر)، بعض المتوفين كانوا يعانون من عدد من الحالات المذكورة مجتمعة.
قاعدة معلومات الدكتور بوشال تحتوي على معلومات عن 100 رفاة جرى تشريحها للبحث في أسباب وفاة ضحايا كورونا وجميعها تؤكد أن لا أحد من المتوفين مات قطعاً بسبب فيروس كوفيد 19، بل أنهم جميعاً كانوا يعانون من مشكلات القلب والأوعية الدموية ومن ارتفاع ضغط الدم ومن تصلّب الشرايين والسكري والسرطان والفشل الكلوي أو الرئوي أو من تليّف الكبد.
أبحاث أخرى في إيطاليا
قاعدة معلومات الدكتور بوشال تدعمها دراسة صدرت عن وزارة الصحة الإيطالية، وهي لا تستند على التشريح، بل على مسار المرض لدى 1738 متوفى ، فعلاوة على الإصابة بفيروس كورونا فإنّ نسبة 96.4 من المتوفين بهذا المرض كانوا يعانون من مرض واحد على الأقل، أعمها غالباً حالات ارتفاع ضغط الدم (70 %)، السكري (32 %)، أمراض القلب والأوعية الدموية (28 %). علماً أن متوسط الأعمار في إيطاليا هو 79 عاماً، أما في هامبورغ فالمتوسط هو 80 عاماً.
المجموعة المعرضة للخطر كبيرة جداً في ألمانيا
كبير الأطباء في مشفى Charité (الرحمة) ببرلين ديفد هورست وفي لقاء مع صحيفة “برلينر تسايتونغ” أكد أنّ كل من توفي من مرضاه بعد اصابته بفيروس كورونا كان يعاني من أمراض سبقت الاصابة، وخاصة أمراض القلب والأوعية الدموية والرئة، ويمضي إلى القول” بعضهم كان يعاني من البدانة، على كل حال، هذه أمراض شائعة جداً فيمن تخطوا سن 65 في ألمانيا، والإصابة تظهر لدى ثلث أفراد هذه الشريحة. كما نلاحظ أن الإصابات بفيروس كورونا بين أفراد هذه الشريحة ستكون غالباً قاتلة”.
وفيما يتعلق بمسار فيروس يقول د.هورست “إنّ الضرر البالغ الذي يلحق بالرئة سيجعلها تمتلئ بالسوائل ما يمنع اتمام عملية تبادل الغازات التي تجري داخلها، علاوة على أن انتشار البكتريا في الرئتين المتضررتين سيؤدي إلى مرض ذات الرئة التي تقود إلى عجز الرئتين عن القيام بوظائفهما”.
ويمضي كبير الأطباء د. هورست إلى القول: “علاوة على تلف الرئتين، فانّ جلطات الدم ستحدث مراراً، والحديث هنا يتعلق بالجلطات التي تسري مع مجرى الدم، ثم تؤدي إلى انسدادات في الشرايين ما يسبب عوارض فشل وظيفي حاد في الأوعية الدموية” على حد وصف الطبيب المختص الذي يضيف أنّ الجلطات الدموية الدقيقة قد تقع في أعضاء أخرى من الجسم ما يؤدي إلى تلفها.
ولدى سؤاله عن رأيه في الجدل القائم حول أسباب وفاة ضحايا كورونا أم موتهم بأمراض أخرى مع الإصابة بفيروس كورونا علّق د.هورست بالقول: “أجد الجدل مثيراً للأسى، ففي الرفاة التي شرحناها، كان كل المتوفين يعانون من أمراض سابقة، لكن إصاباتهم لم تكن وخيمة إلى درجة تهدد حياتهم” ومضى ليؤكد ضرورة عدم حصول انطباع لدى الناس بأن كورونا مرض غير مؤذٍ، إذا لولا إصابة هؤلاء الناس بمرض كورونا ما كانوا ليموتوا.
المصدر. يوكفر نيكيتا/ ملهم الملائكة عن دويتشه فيلليه
اقرأ/ي أيضاً:
ما هي احتمالات الوفاة جراء الإصابة بفيروس كورونا ؟
بين الأعراض الخفيفة والموت.. لماذا هذا التباين في درجة الإصابة بفيروس كورونا ؟
معدل وفيات جائحة كورونا.. هل هذه الحسابات صحيحة؟